كتاب سبر

معادلة الكبير والصغير في الوضع الخليجي في مواجهة إيران

مبادئ أساسية ستغلف هذا الحديث عن قضية حساسة ستشغل الأمة في المرحلة المقبلة وهي:

أولا: أنه حديث مخلص وكفى.. من يصدق فأهلا ومن لا يصدق ففي ستين داهية!
ثانيا: أن الأمر دخل في نطاق تحدٍّ جدي ولم يعد كما كان سابقا.
ثالثا: أن الأمر ينطوي على حقائق تاريخية (ثابتة) لا يمكن أن يطمسها الوضع المؤقت (المتحول) للبنيان العربي ومع الاحترام للجميع ودون استثناء.
وكي لا نطيل على القارئ فنحن نتحدث عن دول الخليج وشعوب دول الخليج، والأسر الحاكمة في الخليج.. خليج العرب الذي تصر إيران على تسميته (الفارسي)!
وزعل من يزعل ورضي من يرضى فهذا لا يهمني.. أنا أكتب كخليجي.. نعم خليجي.. وابن جزيرة عربية.. فليس بمقدوري حذف عمري وطيه كصفحة باهتة بلا معنى.

لم يعد الأمر سطحيا يحتمل المماحكات وممارسة ضغوط ربما كانت تصح أيام خلاف قطر والبحرين على فشت الديبل وحوار فتشعر قطر بانحياز سعودي للبحرين، فتزيد من جرعة علاقاتها مع إيران لإغاظة السعودية.

لم يعد الأمر شعورا بالغبن من جانب الكويت جراء تقدم على حدودها فتنكمش كي لا تخسر إيران، ولم يعد الأمر مماحكات قطرية ظبيانية حول عسكر وإخوان.. فليذهب العسكر والإخوان إلى جهنم إذا كانت السكين المجوسية أول ما ستطال قطر والإمارات!

والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى، ونحن في الخليج نعرفها جميعا، لنواجه حقيقة مذهلة لا يمكن أن تتخطاها عين: شر السعودية ولا جنان إيران.
منذ يومين سمعت أن سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم وله من التقدير والاحترام ما له، قام بتسليم وسام قطري رفيع لسفير إيران المغادر.. خبر مؤسف، لكني بحثت وسألت لأعرف أنه تقليد قطري مع أي سفير مغادر.. هنا لا بأس، لكن لا يعتقدن أحد في قطر أن إيران يمكن أن تكون صديقة لقطر.. لا أحد.
وإذا كانت إيران اليوم تحاول تحييد قطر والكويت، وزيادة تبادلاتها التجارية مع دبي، والظهور بمظهر المتحالف مع مسقط، فهذا من باب التكتيك فقط لأن تركيز العداوة والمناهضة والمشاغلة ضد السعودية والبحرين هدفه تخريب وإسقاط النظام السعودي، لقد باتوا يعلنون هذا بكل صراحة وصفاقة، فإيران بعد تحقيق أهدافها الإجرامية ضد السعودية لن تقيم وحدة تنسيق مع الكويت وقطر والإمارات، بل ستدوسها جميعا بجنازير دبابات الحقد والعنصرية.

وهذه عقيدة وإيمان.. لا نتحدث عن سياسة واستراتيجيات وتكتيكات.. ليس الأمر إلا عقيدة راسخة في صدور وكتب وفتاوى هؤلاء ضدنا فقط لأننا عرب وسنة.. إنها حرب مذهبية وانطلقت ولن تتوقف، وهي معركة فارس الأخيرة مع العرب، وما يجري متكرر وسبق أن حدث مثله، وما في الأمر أن الأمة تنسى ثم تتذكر.
والأمة تنسى لأنها أمة طيبة، وهؤلاء لا يكفون ويكررون جرائمهم لأنهم لؤماء وسفلة ولا عهد لهم، والكل يشهد مقولات حشد البهائم المجوسي العراقي، ونحن جميعا شهود أفعال هؤلاء المشينة على أبواب الموصل في حق السنة.. فقط لأنهم سنة، ونشهد حقدا غير مسبوق من هؤلاء ضد حلب فقط لأنها سنية، وإلا فما شأنهم بحلب؟.. فهل فيها فرع لزينب التي لن تسبى مرتين؟ وهل مر رأس الحسين في حلب حتى ينتقم هؤلاء الأراذل بوصفهم أهل الحسين من حلب؟..
ومن يقصف حلب ويجعلها شذرا مذرا لمجرد أنها يجب أن تعود شيعية لماذا لا يفعل ذلك مع الكويت؟.. مع الدوحة؟.. مع المنامة؟.. مع أبوظبي ومسقط؟..
أنتم تسمتعون لمقولات قيادات حشد البهائم الإيرانية في العراق، وهؤلاء قاتلوا في جيش الخمينية ضد العراق خلال حرب الثماني سنوات، وأنتم ترون أن السني العراقي ممنوع من دخول بغداد إلا بكفيل شيعي من داخلها، وترون ويعرف سفراؤكم في بغداد أن تسجيل عقار باسم سني في بغداد من المستحيلات، وأنتم تسمعون تهديدات هؤلاء بحق دول الخليج العربي بعد الانتهاء من معركة داعش، وتدركون أن هؤلاء أراكوزات وعرائس خيوطها في يد مرشد إيران.
هنا لا يمكنني أن أتجاهل وجود أي فراغ في الجدار الخليجي.

لا يمكنني تصور بقاء دول الخليج دون اتحاد كونفيدرالي تفهم معه إيران دون أي ريب أنها تواجه صفا واحدا لا يوجد فيه أي خلل أو فسحة للمناورة والتكتيك.
وبالنتيجة فهذه أرض واحدة.
وهذه أمة واحدة.
والناس من نسيج عربي واحد، وكلنا عالم أن الوحدة مصير حتمي لهذه الكيانات الصغيرة، والتي يمكن الاستفراد بها في ظل تحولات لا ترحم وشديدة الخطورة لا يمكن تجاهلها.
إن ما ندعو إليه على أبواب القمة الخليجية المقبلة وفي ظل نظرة مريبة من الغرب إلى الجزيرة العربية باعتبارها (سلة دولارات) جاهزة للنهب هو المجد بعينه، فلا مجد أكثر من نيل رضا الله بشراء الآخرة بهذه الدنيا الزائلة.. يمر حاكم بعد حاكم فلا يبقى له إلا ما يصنع في سبيل الأمة ومن أجل دين الله.
وأنتم يا حكامنا.. ملوكا وأمراء في دول الخليج لم تقصروا في المرحلة السابقة.. بنيتم وخدمتم شعوبكم وأقمتم صروحا هي الأفضل على المستوى العربي، واليوم آن الأوان لإعلان وحدة خليجية تضمن للأجيال المقبلة أمنا وأمانا بوجه هذه الهجمة المجوسية الإجرامية ضد الأمة..

اليوم هو يومكم الذي سيسجله التاريخ فتكونوا على خطى صلاح الدين ونور الدين زنكي والظاهر بيبرس وقطز وقلاوون، فهذه الكيانات الصغيرة لا تؤدي الغرض على قدر ما هي عزيزة وغالية: الكويت جوهرة الخليج وقطر قلادته والبحرين عينه العذبة العذراء والإمارات تاجه الأشم والسعودية قلبه الجيل وحبله الممدود.
وأنتم جميعا أسر كريمة وأبناء عمومة، وترتيب الولاية والميانة والمحبة سابق بينكم، وإن لمجدا يصنعه التاريخ خير من كل أمجاد المراسم والأوامر.
سيروا على بركة الله نحو اتحاد خليجي شامل، وسجلوا لأنفسكم خلودا بجعل جزيرة العرب الرافعة التي تتولى إنهاض الأمة بعد أن تمزقت أطرافها.
قولوا بسم الله والله أكبر.

6 تعليقات

  • ٢/يعطيك العافية اخ يوسف على الطرح، لكن هناك عقد نفسية عند العرب سواء الحاكم او المحكوم ، القريب منهم او البعيد وهو حب المناكفه

  • ٢/وعدم اعتراف او تصديق بأن هناك مركز قيادة للامة العربية والاسلامية جديد يتشكل وانه يجب دعمه والوقوف معه. موقف مسقط المتماهي مع

  • ٣/مايقوم به الفرس المجوس عيانا بيانا في منطقتنا وكذلك موقف الشيخ السيسي الذي برغم جراح مصر وعطشها وجوعها وقلة امنها يترك من مدّ

  • ٤/يد العون لمصر واهلها ويتخندق جنبا الى جنب في خندق ايران. هولاء خونه وتصرفاتهم كارثية على بناء موقف موحد عروبي اسلامي سني.

  • احيي فيك روح الجهاد والغيرة الاسلامية الاصيلة على الدين والخوف الشديد على امة محمد صلى الله عليه وسلم
    بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين
    اما اسرءيل وامريكا لن يستمروا في تحالفهم مع ايران بعد ان تسيطر على المدن السنية في العراق وفي الشام وحتى اليمن والخليج لان هذا الامر خطير جدا لامن اسرءيل

    لايمكن ان يثق الصهيوني بدولة ذات قوة واقتصاد قوي وقوى بشرية عاملة
    لا بد ان يقطع هذا الراس حتى يسيطر على الجسم

    بمعنى تقسيم ايران الى اربعة اقسام كرد بلوش سنه صفوية

    وهنا يصبح الجسد الشيعي في العراق والشام واليمن لا يحرك ساكنا لان الراس قد قطع في طهران
    واصبح مهيئ للتقسيم الفوري !!!

    وستجدهم يتسابقون الى مجلس الامن ليقسمهم قبل ان يقسمهم الحق الرباني بيد من لا يرحمهم

    ومن بركات التقسيم ستحصل اسرءيل على اراضي جديده شاسعة فيها الانهار والاشجار والابار !!!

    هذا مخطط اسرءيل رقم 1

    اما تركيا وروسيا واوروبا

    ستكون هناك حربا لا يكمل الطير جنباتها

    ولن تدخل امريكا الحرب بامر من الصهيونية العالمية حتى تكون موضع قدم في حال انتصار اوروبا
    لحماية اسرءيل من اوروبا !
    وهم يعلمون وهذا في كتبهم ان اوروبا لن تنتصر على روسيا ولكن من باب الحماية الكاملة وضع امريكا خط رجعة

    اما الروس فهم الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني وعند الانتصار ستتفكك امريكا على يد الصهيونية العالمية وستنتقل الى مقرها الاخير وهو ارض الشام فلسطين هذا بكل اختصار لا الشيعه مستفيدين ولا ايران ولا اوروبا ولا امريكا ولا داعش ولا القاعدة ولا حتى الروس واسرءيل لان الله قال في محكم التنزيل
    وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ( 4 ) فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ( 5 ) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( 6 ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ( 7 ) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 ) ) القديم

أضغط هنا لإضافة تعليق