كتاب سبر

هل تشتعل حرب عالمية ثالثة بين إيران والسعودية..؟!

سبق وأن كتبت مقالاً بعنوان (هل تقع حرب بين السعودية وإيران؟) وكان هذا المقال منذ بضع سنوات مضت، وقبل أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من التصعيد خاصة من الجانب الإيراني الذي يريد أن يستمر في ابتلاع الأراضي العربية دون هواده، وكما هو ملاحظ بالنسبة لجزرنا العربية الإمارتية وإقليمنا العربي الأحواز العربي، والعراق وسوريا ولبنان واليمن وبعض دول أفريقية عربية مطلة على البحر الأحمر، ولايزال السعار الإيراني مستمر في هذا الخصوص.

ولعلي أشير وأنا في هذا السياق للضابط الإيراني المنشق عن الحرس الثوري الإيراني والذي أشار له فرزاد فرهنيكان الدبلوماسي الإيراني المنشق والذي عمل مستشارًا بوزارة الخاجية الإيرانية ثم انتقل للعمل في سفارة إيران في دبي وبغداد والمغرب واليمن، وآخر عمل تقلده وقبيل انشقاق الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في بلجيكا، يقول فرزاد فرهنيكان أنه قبل أيام اجتمع مع بعض أعضاء المعارضة في فرنسا، حيث اجتمعوا في فندق صغير بإحدى ضواحي باريس، وبعد الاجتماع انفرد فرهنيكان بقائد كبير من الحرس الثوري الإيراني ترك منصبه قبل فترة ويرتب الآن لإقامته في الخارج لكي يتمكن من إعلان انضمامه للمعارضة، وقد ذكر له القائد العسكري الإيراني المنشق بالوثائق والأدلة أن الحرب العالمية الثالثة ابتدأت ولكنها لم تشتد حتى الأن، وأنها حرب ذات أسلوب مختلف عن الحربين الأولى والثانية، كما أن ساحتها هذه المرة ستكون الأراضي العربية.

ويضيف فرهنيكان بأن أخطر ماطلع عليه من الضابط الإيراني المنشق يتمثل في تنطيم داعش والذي يدار ويتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مدينة مشهد الإيرانية، ويدير الغرفة كبار قادة المخابرات الروسية والإيرانية، والهدف هو خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج العربي على وجه الخصوص، خاصة السعودية بالتحديد، فالنظام الإيراني على حد قوله لايزال يؤمن ويسعى بكل الوسائل لإخضاع مكة والمدينة لولاية الفقيه، أما روسيا فإنها ترى أن ذلك انتقاما لابد منه كونها تؤمن بأن السعودية كان لها دور كبير بتفكيك الاتحاد السوفيتي السابق وهزيمته في افغانستان بعد أن أوصلت سعر البترول لمستويات متدنية مما سبب انهيارًا اقتصاديًا للسوفييت، فضلاً عن أن غرفة العمليات الإيرنية الروسية القابعه في مدينة مشهد وكما ذكرنا سابقًا تستخدم الأقمار الاصطناعية الروسية لمساعدة تنظيم داعش في مخططاته وتحركاته والتكتيكات التي يتعبها خلال عملياته، وكشف طلعات طائرات التحالف الدولي التي تستهدف التنظيم.

كذلك استطاع الروس والنظام الإيراني من تجنيد الآلاف من الهاربين من المناطق السورية والعراقية الملتهبة ومن تنظيم القاعدة، إضافة لتجنيد وكسب الآلاف من الهاربين من حرب أمريكا ضد البعث العراقي، حتى أصبح تنظيمي البعث والقاعدة تحت اسم واحد أطلق عليه داعش لاحقًا، ويضيف الضابط الإيراني المنشق بأن المخطط الذي يراه حاليًا واضحًا وجليًا يتمثل في جر الأردن ومصر للحرب، واقتحام الأراضي السعودية والكويتية، وبالتالي خلق فوضى بالمنطقة، لبدء مرحلة متقدمة ضمن الحرب العالمية الثالثة، فالروس والإيرانيون لن يصمتوا أمام حرب البترول ضدهم، وحصار الغرب لروسيا بسبب أوكرانيا، وإذا مانجح الروس والإيرانيون في تنفيذ أخطر مخطط تشهده المنطقة، فإن ذلك كفيل بإعادة المنطقة مائتي عام للوراء بكل مافي ذلك من مآسي ودمار.

ويبقى أن أقول أيها السادة، إن العالم العربي مدعو في هذه الفترة الحرجة جدًا والتي لن تنتظر قممًا عربية لا صدى لها، فضلاً عن أن المشروع الإيراني يجب أن لايخاطب بالنفس العرقي والديني، باعتبار إيران تريد أن تحقق مقولة أن الصراع مع العالم العربي أصله مذهبي وديني وطائفي، ولهذا يجب تفويت الفرصة عليهم في هذه المسألة، فالمعروف أن إيران تريد تسييس هذه القضية وحتى تحقق مكاسب أكبر وتكسب تعاطف الشيعة في العالم، بينما الحقيقة الدامغة تقول بأن إيران مخططها الرئيسي يتمثل في استغلال الطائفية والمذهبية لتفتيت المنطقة والدفع باتجاه الانزلاق المذهبي لتحقيق التعقيد في بنية المجتمعات العربية، والذهاب بالمجتمعات العربية لصراع داخلي وفي عمق النسيج العربي، وحتى يقتل العرب بعضهم وكما يحصل الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

يبقى السؤال المطروح الآن هل بالفعل المنطقة العربية قادمة لمزيد من الفوضى الخلاقة والتفتيت والتقسيم والضياع؟ وهل كل ذلك يمكن اعتباره بداية حقيقة لحرب عالمية ثالثة لايعلم مداها سوى الله سبحانة وتعالى؟ وهل يفيق العرب من شر قد اقترب؟ أم سنبقى في سباتنا نائمين حتى يقضي المشروع الإيراني الروسي على الاخضر واليابس؟.

  • سامي العثمان (كاتب ومحلل سياسي سعودي)

csamino1@hotmail.com