كتاب سبر

طلاب و بواب .. و إدارة سِكراب

تحذير: هذا المقال ليس مخصصا لمن ينامون وهم منبطحين.

حلمت بالامس بمدرسة طلابية صغيرة يتكون الهيكل الاداري فيها من 16 إداريا يعينهم رئيس الادارة بالمحاصصه فيتم تعيين اداري على حسب جيناته الوراثية و آخر تكريماً لولائه للادارة و هكذا، ففي الغالب لم يتم اختيراهم على حسب الكفاءة و كأنها شركة رئيس الادارة الخاصة، و اتذكر وجود “مدحت” وهو البواب “الغلبان” الذي يعمل بكل جد و لا يلاقي التقدير مقابل ذلك، و لا انسى مجلس الطلبة المكون من 50 عضو، ولا الانتخابات التي يحق فيها التصويت لجميع الطلاب ما عدا من حرمتهم الادارة من الحصول على الهويه الطلابية من دون وجه حق وتمت تسميتهم ب”البدون”.

و في وسط الحلم رأيت جموعاً طلابية غفيره تطالب بضرورة مراقبة اعمال الادارة و تشريع قوانين تساهم في ضمان استمرارية المدرسة وتحافظ على الحقوق، و تحل مشاكل الطلاب و البواب، فأتت الانتخابات التي اقيمت في الفصل الدراسي 20/13 و شارك فيها عدد من الطلبة و الطالبات منهم من رمى وراء ظهره المطالبات و تناسى ان وحدة الصف هي الطريق للقضاء على الفساد، فأجبر “مطلق” قريبته “عنود” على التصويت لممثله الذي اختاره عن طريق “تِحِذِف العِقِل” و ليس عن طريق “تشغيل العَقَل”، و صمم “محمد” على التصويت لمن ينتمي لطائفته لمجرد انه ينتمي لهذا المذهب ليتباهى بكلمة “جزاك الله خير” او “احسنت”، و اذكر في زاوية الساحة وقوف مجموعه صغيره يحملون بيديهم اليمنى لافتات كتب عليها “سواد وجه” و يمسكون برزمة من الاموال في اليد الاخرى.

بعد الانتخابات اتى مجلس طلبة ذو اغلبية هزيلة تحامي و تدافع عن الادارة بدلا من مراقبتها، حيث انني اذكر انه احد الاعضاء كان “يبوس يد” احد الاداريين، و اذكر ايضا في ثنايا الحلم ان “غانم” اصبح رئيس لمجلس الطلبة وهو طالب “على راسه ريشه” الى درجة انه “ما ينطر في طابور المقصف”، بل يأخذ ما يريد متى شاء، وكان في فترة رئاسته خاضع للإدارة بشكل كبير جدا للحفاظ على كرسيه طبعاً، في نهاية الحلم اعلنت الادارة عن الانتخابات التي ستكون في الفصل 20/16 فسألت نفسي في نهاية الحلم هل سيعيد الطلاب الكَره؟ و هل ستستمر هذه المدرسة اذا استمر هذا الوضع فيها؟

صَحَوْت من نومي قبل ان ارى نتائج الانتخابات، ولكني و بعد تفكير و تحليل دقيق لمجريات ما اتذكره من الحلم ايقنت تماما ان الادارة انتهجت مبدأ “فرق تسد” و انطلت حيل الادارة الغبية على الكثير من الطلبة و الطالبات فتفرقوا، و بعد انشغالهم ببعضهم البعض سادت الادارة و تفرغت لإكمال اعمالها الفاسدة دون رقيب ولا حسيب، فتبين لي ان الادارة الفاشلة في ظل وجود مجلس طلاب فاشل يعني مدرسة فاشله، و تأكدت بان الظالم المنبطح هو من يستخدم كل تلك الاساليب فيظلم نفسه و غيره و ينبطح للادارة السيئة لمصلحته، و المظلوم هو من يعاني من كل ما سبق، فتسائلت هل نمت ظالماً منبطحا ام مظلوماً؟

ملاحظه: من السذاجه ان نكرر نفس الأخطاء و ننتظر نتائج مختلفة.