كتاب سبر

لو إن .. عمر وعلي !

@azizjhayat

لطالما حثثت طوال عمري على نبذ الطائفية والعنصرية والقبلية وكل أشكال التمييز المقرفة التي من شأنها تدمير أي مجتمع، ولطالما سعوت نحو تقديم ما أستطيع أن أقدمه للمجتمع الكويتي فقط لخدمة هذة الرسالة السامية وهي نبذ التطرف بشتى أنواعه.

وبالسابق كنت أعول جداً على الجيل القادم الذي سيرفض الطائفية وسيهزم أي شكل من أشكال التطرف والتعصب ولكن بعد قدومي للمملكة المتحدة سرعان ما تلاشت هذةالقناعه وتأكد جل التأكيد بأن المستقبل (القريب جداً) سيكون شبابة متشبع طائفياً وعنصرياً ومتزمت لأبعدالحدود وبطريقة فضيعه، وهذا منطقي جداً لأنهم نتاج من أولياء أمور تعاشوا بحقبة التطرف الديني السياسي والشد والجذب السني الشيعي بالكويت!.

غالب الطلبة الذين إلتقيت بهم والذي يكون غالب أعمارهم ما بين ١٨ الى ٢٣ عام سواء كانوا في ويلز وصولاً  لسكوتلندا يشاطرون بعضهم نفس السؤال في حال أحبوا أن يفتحوا باب للنقاش، والسؤال هو: من كان الأصح والأجدر بالخلافة، عمر أم علي !

طلبة كويتييون متغربين من بلادهم وتاركين أهاليهم لكي يتتلمذوا لدى أرقى جامعات بريطانيا وأوروبا يكون مستوى حوارهم على هذا النحو الذي سرعان ما ينتهي بالشجار والمخاصمة والكره الشديد وتمني الموت لبعض وكل طرف يدعي على الآخر بالهلاك بالنار مع من يحب (كما يقولون ويجاهرون) وأحياناً قد تصل المسألة بالتشابك بالأيادي وكل هذا لأنهم يناقشون من كان الأجدر بالخلافة لحدث عمره أكثر من١٤٠٠ عام !.

لو إفترضنا (جدلاً) بأن كل الشيعة بالكويت أتفقوا بأن الخليفة عمر كان الأجدر بالخلافة من علي .. هل ستتطور الكويت وتتحسن منظومة الصحة والتعليم وتختفي مشاكلنا !، ولو إفترضنا (جدلاً) بأن السنة جميعاً أتفقوا بأن الخلافة لعلي وآل البيت .. هل سنختار رئيس وزراء شعبي ونشهر الأحزاب بالكويت ونتطور  إقتصادياً وأمنياً .. الخ!.

يا سادة يا كرام، الموضوع ليس بالهين أبداً لان طلبة اليوم هم سيكونون غداً مسؤولين ومكلفين بالكويت فهناك من سيصبح وزيرا وهناك من سيكون عضو بمجلس الأمة وهناك من سيصبح طبيبا وهناك من سيصبح محاميا ليدافع عن الحريات!.

رسالتي للطلبة ولكل شاب طائفي: سعيكم لتطوير مستوى التخلف الفكري الذي تمتلكونه لن ينفعكم أنتم بالمقام الأول ولن ينفع بلدكم الكويت لأن الكويت تعاني من مشاكل سياسية تحتاج لشباب واعي يعيش هذه السنين وليس سنوات (الحصن والسيوف والخيم والسجع).

وليكون في علمكم بأن الكويت تحمل في جوفها السني والشيعي واللاديني والملحد وغيرها من أيديولجيات كثيره .. والدنيا ليست واقفة على تاريخ انت ومجموعتك مؤمنه وكأن معلومتكم هي نواة الدنيا وخلاصكم من العذاب !.

رسالتي لأولياء الأمور: إزرعوا بأبنائكم حب الناس لأنهم بشر وأحرصوا بأن تغذونهم بأساس واحد لتصنيف الناس ( محترم، ليس محترم) فقط وبعيداً كل البعد عن أي شكل من أشكال العنصرية. والإختلافات العقائدية والفكرية أمر طبيعي وصحي وجميل.

رسالتي للمجتمع بالكامل: إرتقوا للأفضل وأنظروا للمستقبل ودعوكم من الماضي، فالماضي له أكثر من مفهوم ولكن المستقبل له مفهوم واحد.

تعليق واحد

  • رسالتي للمجتمع بالكامل: إرتقوا للأفضل وأنظروا للمستقبل ودعوكم من الماضي، فالماضي له أكثر من مفهوم ولكن المستقبل له مفهوم واحد.

أضغط هنا لإضافة تعليق