كتاب سبر

سلمان ابن أبيه عبدالعزيز.. في الكويت ومن الكويت

في التاريخ حقائق دامغة، هي مسلمات وثوابت لا تتغير مهما تقلبت الأحداث وتعددت الظروف وتوالت الحقب.. وبالتالي فأصدق ما يقال في هذا المقام أنها الكويت.. وأن سلمان بن عبدالعزيز ليس ضيفا على الكويت بل صاحب دار ومقام.. وأنها السعودية الشقيقة الكبرى وأن آل الصباح يتبادلون مع آل سعود التساند والعمق الاستراتيجي والأول والمنتهى.. وأنها وكما قالها فهد بن عبدالعزيز في أول تجليات المواجهة: “إما نكون معا وإما لا نكون”.

وفي الدفاع عن الكويت وضعت خطة صارت من المسلمات، فيجري الانسحاب إلى ىالسعودية ومن هناك الانقضاض على العدو عبر فكي كماشة فتنجو الكويت.
وفي العصر القريب تم هذا مرتين، الأولى عند تهديد قاسم بضم الكويت ففزعت لها السعودية وقادت تحركا عربيا ودوليا وأد التهديد في مهده، ولاحقا جرى غزو الكويت فانتقلت القيادة الكويتية لتكون السعودية دارها ومستقرها لسبعة أشهر كاملة حتى تم التحرير انطلاقا من السعودية.

قبل ذلك بعهود طويلة كان التحشد العربي بعنوان الفتح الإسلامي ينطلق في أهم مفاصل قهر الامبراطورية الفارسية ابتداء من الكويت عبر معركة كاظمة، وقبل ذلك بوقت يسير كانت أهم وأندر فزعة في تاريخ العرب تعطي حصة مجد كبرى لأرض الكويت عندما تطاول كسرى على الملك المنذري بفرض مصاهرة غير مستحقة يأباها العرب، فأتمت قبائل العز تمريغ أنف كسرى بالتراب في معركة يفوح منها العز حتى اليوم، عطرت أرض ذي قار وما حولها من فيافي السعودية والكويت والعراق.
ثم دار الزمان حتى كانت الكويت أرض الهزيمة لعطسة فارسية سقيمة عبر المغولي المتمجس (خدابنده) فتم سحق جيشه الذي كان يريد اجتياح جزيرة العرب بغية الوصول إلى المدينة المنورة ثم مكة المكرمة فيحدث فيهما الذي نواه من الفسق والضلال.
ثم دار الزمان دورته لينطلق عبدالعزيز ليؤسس الدولة السعودية المعاصرة من الكويت، ومثله انطلق من السعودية جابر الأحمد لاستعادة وطنه المغدور ليكون هذا وذلك الذي سبقه أحد أعظم مسلمات التاريخ والوجود السعودي والكويتي في وجهٍ متجلٍّ ناصع البياض عنوانه أن المصير مشترك لا تنفصم عراه مهما حصل.
ومن هنا تكون الكويت غير محايدة إذا ما عادى وناهض كائن من كان السعودية، ومن هنا تكون هي السعودية الشقيق الأكبر والمظلة ودار الحمى والحمية لصد أي عدوان يستهدف الكويت.
من الكويت انطلق عبدالعزيز ورجاله الأربعين (قيل ستين) في 21 رمضان سنة 1319هـ 2 يناير 1902م قاصدين الرياض لإقتحام قصر المصمك مقر الحاكم.
وعند خروجه من الكويت نحو الرياض بكت والدته وشجعته أخته نورة قائلة: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود لا تندب حظك كالنساء وإن خابت الأولى والثانية فستظفر في الثالثة.. إبحث عن أسباب فشلك واجتنبها.. لا تكثر من إقامتك عند امرأتك وأمك فالرجال لم يخلقوا للراحة!
وهكذا، وكما كان عبدالعزيز وأهله في ضيافة مبارك الكبير الجد السياسي الأكبر لآل الصباح المعاصرين، كان المرحومان جابر الأحمد وسعد العبدالله وعضيدهما الشهم سمو الأمير المحنك صباح في ضيافة المرحومين فهد وعبدالله وأخوتهما الكبار وعضيد كل الملوك، سلمان العزم والحزم والبطولة مع شعب وقف جدارا صلبا دون أي ثغرة، ليذب عن بلاده ويستعيد الكويت قاسما مع أهلها اللقمة والأمل والمصير العربي الأصيل الواحد.
وحرصا على القيادة الكويتية أصر الراحل الملك فهد على أن تكون بعيدة عن أي تهديد من المعتدين فجعل فندق (الهدا) في الطائف مقرا لحكومة الكويت، وظل صوت الكويت حرا أبيا عصيا على الغدر حتى قيض الله له النصر ورد الظلم، فكان الفضل بعد الله لأرض الجزيرة.. أول العرب وعز العرب.
ضمن هذا السياق يفهم كل كويتي وعربي أصيل زيارة الملك سلمان لأشقائه في الكويت.. فهنا شعب واحد وأرض واحدة وتاريخ واحد وحرب واحدة وسلم واحد.
عاشت الكويت.. عاشت السعودية.. العز للعرب.. والقهر لأعداء العرب.. والحمد لله رب العالمين.

2 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على البراگ إلغاء الرد