كتاب سبر

القاعدة العسكرية في جيبوتي.. هل تسبب طلاقًا بائنًا مع السيسي؟

مصر ليست الملك فاروق، وليست عبد الناصر، وليست السادات، وليست مبارك، وليست مرسي، وليست السيسي.
مصر بتاريخها وشعبها وحضارتها الضاربة في باطن الأرض، مصر عربية للعظم وقبل أن تكون أفريقية، وهذا الذي أكده مشروع جمال عبد الناصر القومي العربي ومنذ عام 1952م الذي سيطر على مساحات واسعة من السياسة العربية وسار على نهجه العديد من الشعوب العربية لاسيما النُّخَب والتيارات الفكرية المختلفة، التي كانت تؤمن تمامًا بالقومية العربية التي تدفع باتجاه الوحدة والاتحاد العربي، إنما المسألة تاهت أخيرًا بين الخلط بين الأيدلوجيات القومية العربية والممارسات القومية العربية، وهكذا تبخر هذا المشروع!..
   
ولعل الذي دعاني للخوض في مسألة القومية العربية والوحدة العربية – التي تبقى أمل الأمة العربية إذا أرادت أن تواجه التحديات والصعاب والأزمات التي تريد النيل من مقوماتها – موقف الرئيس السيسي في تحالفه مع إيران وروسيا والجلاد الأسد، ورفضه للقاعدة العسكرية السعودية التي يُزمع إقامتها في جيبوتي ، لحماية الأمن القومي العربي بصفة عامة، والدول العربية المطلة على البحر الأحمر بصفة خاصة، وستقوم القاعدة العسكرية السعودية التي ستتخذ من ميناء جيبوتي  قاعدة لها لإيقاف وردع المشروع الفارسي الصفوي الذي تسلل للبحر الأحمر ولدول أفريقيا، وفرض حصارٍ بحري على اليمن منعًا لتهريب الأسلحة والعتاد والمعدات العسكرية الإيرانية للحوثي والمخلوع على عبد الله صالح؛ التي أزهقت أرواح اليمنيين طوال الفترة الماضية، فضلاً عن نقل المساعدات الغذائية والدوائية للشعب اليمني بحرًا وبكل سهولة ويسر دون تعرضها لقرصنة الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، من ناحية ومن ناحية أخرى تأمين المسار البحري للتجارة العالمية، ومحطة غاية في الأهمية لمكافحة الإرهاب والقرصنة في القرن الأفريقي.فضلا ان القاعدة السعودية المزمع انشائها في جيبوتي سبقها قواعد عسكرية فرنسية وامريكية تضم الالاف من الجنود وذلك  لاهمية باب المندب الاستراتيجي الذي يشهد ابحار اثر من 21000 سفينة تجارية تقدرب 30% من حمولات النفط في العالم،اضافة لكون باب المندب كذلك يعتبر مفتاح الملاحة الذي يربط بين البحر الاحمروخليج عدن.
  
يبقى أن أقول أيها السادة، إن في هذه المرحلة التي يتزايد فيها حجم التحديات الموجهة لإضعاف الأمة العربية والنيل من عزتها وكرامتها، يكون لزامًا على الأمة المؤمنة بشمولية المعركة وتعدد واجهاتها، أن تتصدى لكل أنواع التحديات والمكائد التي تُحاك ضدها ليس فقط من خلال إبراز عمق ارتباطاتها المعادية للطموح التحرري لدى الإنسان العربي ولكن وبالدرجة الأولى من خلال تقديم الصورة الموضوعية لواقع الأمة الذي يحتاج مزيدًا من التلاحم والتعاضد والانصهار، بعيدًا عمّا تشهده بعض أطراف العالم العربي من صراعات جانبية؛ تستنزف القدرات وتحول الاهتمامات وتقدم صورة مشوهة للأمة في صراعها الكبير دفاعًا عن حق الوجود القومي.
Csamino1@hotmail.com

تعليق واحد

  • ان اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت اللئيم تمردا…الله يحفظ مملكه التوحيد..ويحفظ ملكها سلمان واخوانه ملوك وامراء دول مجلس التعاون الخليجي..من غدر الفرس ومن سار على نهجهم من الخونه والمرتعدين..وحثاله المعلقين..والمطبلين من الرادحين والرادحات في البارات..ايام الليالي..الغير ملاح…

أضغط هنا لإضافة تعليق