كتاب سبر

خسرت إيران وربحت عُمان!

استيقظت إيران  على قرار سلطنة عمان بالانضمام للتحالف الاسلامي في مواجهة الإرهاب، القرار الذي كان صادمًا لملالي إيران  وبكل ماتعنية الكلمة، لاسيما أن إيران عملت طوال السنوات الماضية في سبيل تحييد عُمان من جميع القضايا التي تخدم دول الخليج  العربي، وأن تبعدها كثيرًا عن عمقها الاستراتيجي المتمثل في دول الخليج مستغلة بذلك استثماراتها في مفاصل الاقتصاد العُماني، ومن تلك الاستثمارات الكبيرة الصفقة بين صندوق عُمان للنتمية مع مجموعة إيران خودر التي تدفع باتجاه
تأسيس شركة باسم أورتشيد إنترناشيونال التي ستنشئ مصنعًا لإنتاج السيارات بقيمة 200 مليون دولار في منطقة الدقم التجارية الحرة في عُمان.
وبالرغم من ذلك أيقنت عُمان تمامًا أن تحالفها مع طهران لايمكن أن يحقق السلام  والأمن والاستقرار في المنطقة، وأن مصلحة عمان القومية لايمكن أن تنفك عن  الجسد الخليجي وتحت أي عنوان، وهذا الأمر يعتبر وبكل المقاييس تغيرًا في الخارطة الجيوسياسية العُمانية ونظرتها للواقع الحقيقي الذي يضمن لها أمنها واستقرارها ومصالحها العليا التي ترتبط تمامًا بالهوية والخصوصية الخليجية.
  
يبقى أن أقول أيها السادة، عودة عُمان للحضن الخليجي والذي أسعد شعوب دول الخليج العربي قاطبة، تأتي لتضافر الجهود بغية تجنيب منطقة الخليج العربي  الكثير من المضاعفات التي تحدق بها خاصة وقد تحولت إلى بؤر للتوتر الذي لايستفيد منه سوى ملالي إيران والقوى الأخرى المعادية لطموحات واستقرار المنطقة وسلامة أراضيها، من خلال التحالف الإسلامي والذي يعني التنسيق الدفاعي والأمني والسياسي والإعلامي بين الدول الإسلامية الأعضاء المشاركة في التحالف.
وهذا يأتي – أيها السادة – من حتمية المواكبة للأحداث والتي لا تخضع للبعد الزماني والمكاني وإنما تتجاوزهما لتصبح تحالفًا يضمن للمنطقة الخليجية والعربية والإسلامية ولأبنائها ولكل الأجيال التحرر والكرامة لاسيما أن أهداف التحالف إنسانية بالدرجة الأولى، وذات صيغة موضوعية لاتتأثر بالأحداث الآنية وإنما تؤثر فيها وتوجه دفتها نحو خدمة السلام والأمن والعدل والتعاون في المجتمع الإنساني.

تعليق واحد

  • إذا عُرف السبب بَطُل العجب!
    (رويترز) – قال مصدران لرويترز إن سلطنة عمان تتفاوض مع دول خليجية للحصول على وديعة بعدة مليارات من الدولارات في بنكها المركزي لتعزيز احتياطياتها من النقد الأجنبي وتفادي أي ضغوط على عملتها!
    http://ara.reuters.com/article/idARAKBN14U1BO

أضغط هنا لإضافة تعليق