كتاب سبر

سالم الخضير .. الإنسان

منذ اربع سنوات توقفت عن الكتابه لكني اليوم أعود لها لأكتب عن الذي فجعنا برحيله المفاجىءعن الفقيد سالم الخضير ليس صاحب المنصب الكبير في محراب القضاء فذلك من اختصاص أصحاب الشأن من قضاة ومحامين ولهم مطلق الحرية في تقييم أداءه وعمله بحكم الإحتكاك به، ولكني سأتحدث اليوم عن سالم الخضير الإنسان نقي السريرة نظيف القلب، صاحب الابتسامة التي دائماً ما ترتسم على محياة ” المزوح” الذي لايعرف الحقد بل لم أسمع يوماً أنه أزعل أو كدر شخصاً، دؤوب الحركه أتعب جسده قبل قلبه لا تستغرب منه بعد أن عندما ينتهي من عمله تجده في زيارة صديق وحبيب، وفياً بلا حدود للقريب والبعيد يتواصل معك في أي لحظه حتى ساعات الفجر الأولى لا تنقطع رسائله وأشعاره عني وعن غيري ممن يتواصل معهم عبر الواتساب حتى قبل رحيله المفاجىء بيوم ، سقط جسده وهو في مهمة إنسانيه في إدارة شؤون القصر.

ماذا عساني أقول عن ذلك الإنسان الذي ما أن تتحدث معه لتكتشف بساطة شخصيته يتحدث معك بدون تكلف حتى لو استنطقه طفل صغير أوكبير في السن لباح بكل مكنونه له فمنصبه ودرجته الرفيعه لم تكبله او تضع القيود والحواجز بينه وبين الآخرين كما تقتضي مهنة القضاء في عدم الاحتكاك مع العامة ، متواضع في حديثه ولا يتعالى على أحد ولا يعاني من عقدة ” الأنا ” نوعية شخصيته نادره بل قلما وجدت أحداً مما يتصف بصفاته و بخصاله وطباعه في هذه الأيام .

مفجع ومؤلم رحيلك عنا يابومحمد لقد هزنا جميعاً من الأعماق . فالحضور الكبير والذي احتشدت وغصت بهم مقبرة صبحان ودموع الرجال التي انهمرت في يوم الجمعه ليس سوى عنواناً كبيراً ودلاله على مكانتك الرفيعه عند هؤلاء جميعاً والتي خلقتها في نفوسنا وفي نفس من أحبك.

ولن ننسى من كان السند للعائله وللقبيله والأهم من ذلك انك كنت ذرى للمضيوم وللضعيف ممن كنت تقضي حوائجهم بالكتمان ،عزاؤنا فيك أبنائك وفي أل خضير وفي مآثرك الطيبه التي تركتها خلفك .

للتاريخ :
يلوم البعض المرحوم سالم الخضير في قضية مسلم البرك لكنه لايدرك أن ليلة المحاكمه لم تذوق عيونه النوم فخرج من منزله في الساعة ٣.٣٠ فجراً واتجه إلى ديوانية شقيقه سعد بالفحيحيل وكان يسهر بها عدد من شباب عائلة الخضير وبعض أصدقائهم وجميعهم من مؤيدي مسلم البراك وعندما دخل عليهم وسيجارته في يده ارتاعوا منه فسألوه “عمي عسى ماشر جايانا هالحزه ” قالهم النوم ماعرفته الليله وبكره عندي جلسة محاكمة البراك وأصغر واحد في بيتي ما يسولف إلا في مسلم وأنا مهموم ومحتار ومشغول بالي ما بين قانون ومابين شخص أحبه كل الناس وأنا لايوجد في يدي حيله” .

رحمك الله يابومحمد وأن يجعل مثواك الجنه وأن يجعل قبرك روضاً من رياضها .!!

4 تعليقات

  • الله يرحمه ويتجاوز عنه ويسكنة جنات النعيم .. قلمك استاذي عبر عن مكنوني … طاب ممشاه وطابت ذكراه .. الله يرحمه ويرحم جميع اموات المسلمين

  • رحمه الله واسكنه فسيح جناته

    انا كنت عسكري استلم على منزل ابو محمد انذاك في التسعينيات

    لم ارى منه الا كل خير وحب وتواضع واخوة مع العسكر وكان معنا اشد الكرم نحن العسكر وكان بعضنا يهرب من الحراسة وكان يقول رحمه الله لا عليكم الحارس الله الذي يريد ان يذهب لقضاء حوائج الدنيا فاليذهب ,
    رحمك الله يابو محمد كنت لنا اخ وصديق ومحب لاخوانك العسكر اسئل الله ان يرحمك وان يسكنك فسيح جناته امين

أضغط هنا لإضافة تعليق