محليات

الكويت مركزاً إقليمياً للناتو

دشن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس لأول مرة في تاريخ الخليج العربي، مركزه الإقليمي في الكويت، ضمن مبادرة إسطنبول للتعاون التي تجمع الحلف بدول الخليج، في خطوة تربط أمن الخليج بدول الحلف.

وفي كلمته خلال حفل افتتاح المركز، شدد الأمين العام لـ”الناتو” ينس شتولتنبرغ على أن “أمن دول مجلس التعاون الخليجي مرتبط مباشرة بأمن دول الناتو”، موضحاً أن إنجازين مهمين تحققا من خلال إنشائه أولهما على صعيد الصداقة بين الحلف والكويت، والآخر تعزيز الشراكة بين الناتو ومنطقة الخليج كلها.

واعتبر شتولتنبرغ أن هذا المركز سيؤدي دوراً حيوياً في مجال التعاون مع دول الخليج على كل الصُّعُد، لاسيما في الحرب على الإرهاب، وفي مجالات التحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والتعاون العسكري، لافتاً إلى أنه تحدث مع كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أيام قليلة من انتخابه، كما اتصل أمس بوزير الدفاع الأميركي الجديد جيمس ماتيس، حيث أكدا الالتزام الأميركي تجاه الشراكة مع الحلف، مع ترحيب ماتيس بإنشاء مثل هذا المركز في الكويت.

وأضاف أن المركز يأتي في ظل “وجود تهديدات أمنية مشتركة تواجهنا جميعاً، بينها الإرهاب وانتشار الأسلحة والهجمات الإلكترونية”، مبيناً أن هناك “طموحات مشتركة لإحلال السلام والاستقرار، لذا كان من الضروري العمل معاً بشكل أوثق من ذي قبل”.

بدوره، اعتبر النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن أوجه التعاون بين الكويت، التي انضمت إلى مبادرة إسطنبول عام 2004، وحلف “الناتو” متشعبة وعديدة وآخذة في النمو والتصاعد في مجالات عدة، كالتحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والكوارث الطبيعية والدبلوماسية العامة.

وأضاف الخالد، في كلمته خلال افتتاح المركز: “نعيش في عالم مليء بالتحديات الجسيمة والمعقدة، مما يدفعنا إلى تعزيز التعاون وتوثيق التكامل مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية”، لافتاً إلى “أننا جميعاً أمسينا أكثر حاجة لأن ننسق جهودنا لمواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وتمس دولة بعد دولة، ومنها ظاهرة الإرهاب البغيضة التي لا توجد دولة بمأمن من شرورها، ما يتطلب تضافر جهودنا لمواجهتها وتجفيف منابعها والقضاء على كل أشكالها وصورها”.

من جهته، أكد رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي أن هذا المركز يهدف إلى بناء علاقة استراتيجية مع “الناتو” ودوله والاستفادة من خبراتها العلمية والتدريبية والفنية عبر الاستشارات الفنية وإقامة الدورات والتدريبات وورش العمل، في مجالات “الأمن الإلكتروني وإدارة الأزمات وأمن الطاقة والحوادث والطوارئ الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والتخطيط للطوارئ المدنية، إلى جانب كل ما من شأنه تطوير قدرات دول المبادرة في مواجهة الأخطار والتهديدات.

وأضاف العلي، في كلمته، أن دول الخليج، رغم ثرواتها الكبيرة، لا تزال تعاني تبعات صراعات ترجع إلى عدة عوامل، أهمها الموقع الجغرافي، مؤكداً الحرص على استمرار تعزيز العلاقة بين الكويت و”الناتو” تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث أسند سموه إلى الجهاز مسؤولية هذه العلاقة.