عربي وعالمي

إعلاميو السيسي يشنون هجوما على شيخ الأزهر.. وكلمة السر” تعبتني يا مولانا”

شن إعلاميون وكتاب محسوبون على السلطة، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعدما وجه عبدالفتاح السيسي اللوم لشيخ الأزهر أثناء حديثه عن ارتفاع نسبة الطلاق في مصر خلال الاحتفال بعيد الشرطة يوم الثلاثاء الماضي، قائلا: “تعبتني يا مولانا”.

وبحسب مقربين من مشيخة الأزهر، فإن العلاقة بين الطيب والسيسي شابها بعض التوتر والخلاف بسبب مطالبات الأخير المتكررة بتجديد الخطاب الديني.

شن محمد الباز، رئيس تحرير جريدة “الدستور”، هجومًا لاذعًا على شيخ الأزهر، مطالبا إياه بالاستقالة. وأضاف الباز، في مقال نشر الخميس، بعنوان “لماذا لا يستقيل شيخ الأزهر”: “لم تكن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى للشيخ فى حفل عيد الشرطة أمس الأول: “أنت تعبتنى يا فضيلة الإمام”، من عفو الخاطر، ولا وليدة موقف عابر، بل كانت ترجمة واضحة لأزمات ممتدة منذ ٣٠ يونيو، وهى الفترة التي لم يكن فيها الطيب مستقرًا ولا هادئًا، وعندما ترصد وجهه في المناسبات العامة تجده غاضبًا وحزينًا ومحتقنًا، وكأن صدره يضيق بما هو فيه”.

ووجه الباز سؤالاً لشيخ الأزهر: “لماذا كل هذا العناء الذي يبدو عليك يا مولانا شيخ الأزهر؟ فإذا كنت تضيق بمسئولياتك، فلا أهون من التخلي عنها، وإذا كنت ترى أن النظام الذي تنتمي له لا يسلك السلوك القويم الذي تراه أنت، فما أسهل أن تتجنبه، وتسلك الطريق الذي تختاره وترتاح له وفيه”.

وطالب الباز، شيخ الأزهر بالاستقالة، قائلاً: “يمكن للدكتور الطيب أن يعفى نفسه من الحرج، أن يعود إلى خلوته وهدوئه وصفاء نفسه، ساحته بالأقصر أولى به، يمكنه أن يتفرغ لكتاباته وأبحاثه واجتهاداته التي ستكون في هذه الحالة ملزمة له ولمن يقتنع بآرائه، دون أن يفرضها علينا بحكم منصبه كإمام أكبر”.

واختتم مقاله باتهام شيخ الأزهر بأنه “أقحم نفسه في العمل السياسي، ودخل في صراعات، وانحاز لقناعات لم تكن في المصلحة العليا للبلاد”، واصفا إياه بأنه يؤدي عمله في المشيخة بروح الموظف وليس بروح العالم، مؤكدًا أنه يجتهد فقط للحفاظ على مكانه.

في السياق نفسه، هاجم الدكتور صلاح فضل، المكلف بتحرير “وثيقة “الأزهر، في أحد الحوارات الصحفية الأخيرة، مشايخ الأزهر، لافتًا إلى أن الإمام الأكبر يواجه اعتراضات، ويتعلل بأن أي وثيقة لا بد أن تظفر بالإجماع.

وأضاف فضل: “أعرف أنه لا يمكن أن يجمع عناصر من المحافظين على أي خطوة تجديدية، لأنهم هم أنفسهم أسباب تجميد الخطاب الديني، وبالتالي لن يوافقوا عن رضا على تجديد الخطاب أو تغييره، متابعا: فأعلنتها إحقاقًا للحق التاريخي، وإحاطة للرأي العام بما حدث، ووضعا لهم وللمؤسسة أمام مسؤولياتهم التاريخية “لن تصدر وثيقة الأزهر لتجديد الخطاب الديني”، وفق قوله.

وتابع: “أتوقع أنهم لن يعاودوا على الإطلاق هذه الاجتماعات، ولا أتوقع أن يصدروا الوثيقة، لأنني أعرف أن القوى المحافظة أشد شراسة، وأكثر تماسكا من القوى المجددة، وفي تقديري أن آخر من نتصور أنهم سيجددون الخطاب الديني هم صانعوه، لأنهم هم السبب في تجميده وفي انحرافه وفي الوضع الذي صار إليه”.

من جانبه، وجه الإعلامي عمرو أديب، عدة تساؤلات لشيخ الأزهر عبر برنامجه “كل يوم” على قناة”أون إيه” قائلا: “أنت مهتم بمسلمين ميانمار وسايب المسلمين في مصر ليه؟، إحنا منعرفش اللي بيحصل في ميانمار”، معقبًا: “المصريين فرحانين بذبح البائع المسيحي وفكر الإخوان موجود عند ناس كتيرة أوي”.

وقال خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة “اليوم السابع”، في برنامجه “على هوى مصر”، إن حديث السيسي بشأن قضية الطلاق، شيء هام، لأنه يرى أن الطلاق أزمة اجتماعية كبيرة، متمنيًا أن يتفاعل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع دعوة الرئيس لإصدار تشريع ينظم هذه القضية، متابعًا: “ياريت ماتتعبش الرئيس”.

لم يكن هذا فحسب، فقد هاجمت الإعلامية لميس الحديدي، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، متهمة إياه بالتقصير في مسألة تجديد الخطاب الديني، وقالت: إن تفسير كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي له “تعبتني يا فضيلة الإمام” معناها أن السيسي فاض به الكيل، مضيفة: “مفيش أدب أكتر من كدة بصراحة”.