آراؤهم

غنيمة المرزوق

قبل سنتين تقريبا في شهر رمضان قابلت أخاً من الشخصيات النشطة في العمل الخيري، وذكر عدد المحسنين في الخليج والمحسنات من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ، ثم سألني عن المحسنات اللواتي لهن بصمة في العمل الخيري في الكويت ، وصراحة لم أعرف شخصية نسائية في تلك اللحظة ، وبعد مرور – تقريبا – شهر وقعت عيني على مجلة الكوثر التي تصدرها لجنة العون المباشر، وكان فيها تقريرٌ يتحدث عن المشاريع الخيرية لهذه المحسنة غنيمة المرزوق.

تميزت هذه الشخصية بالكرم وحب العطاء وتقديم المشاريع التى تخدم الفقراء والمحتاجين ٠

نعود إلى الكرم وهذه الصفة من صفات الله الكريم سبحانه وتعالى ، فالله تعالى وصف نفسه بالكريم ، وجاءت السنة النبوية كذلك بهذا الوصف٠

والكرم ينقل المرء إلى أعلى المراتب ، ويجعل صاحبة ذا ذكرٍ خالدٍ على مرور الأزمان٠

وغنيمة المرزوق لم يكن الكرم فيها تصنعا بل جبلة وفطرة قد فطرت عليه ، وقد ساق الله الكريم عليها الأرزاق بكرمه ولطفه فرأى منها ما يسعد ويبهج الفقراء والمحتاجين فكانت أهلا لهذا الإنعام من الله عزوجل٠

فكانت مشاريعها الخيرية في لبنان والسودان وأفريقيا مدارس ومساجد شاهدة على سخاء وعطاء هذه الكريمة٠

وعند دراسة هذه الشخصية بعمق وتحليل نجد أن لها خبيئة بينها وبين الله، قد يعلم بها الناس ، وقد لا يعلمها إلا الله سبحانه ٠
في كتاب دانة من بحر الكويت ذكرت المؤلفة أن غنيمة المرزوق محبة للشخصيات الخيرية وعلى رأس هؤلاء سيد ولد آدم محمد – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر الصديق ، وعمر وعثمان رضي الله عنهم٠

ولا تخفى على المحسنة غنيمة المرزوق مواقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – في بذله وعطائه للفقراء والمحتاجين٠
وموقف أبي بكر الصديق الذي أنفق ماله كله ، وعمر الذي أنفق نصف ماله ، وعثمان الذي جهز جيش العسرة ، وقدم الكثير للمسلمين٠

إن هؤلاء الأخيار – ومعرفة مواقفهم – يمنحهم الله حباً للخير ، ويجعل حبَّهم لفعل الخير صفة تلازمه حتى ينبل ويظهر نفعه للمسلمين. إنه أمر لايملكه ، ولن يملكه إلا من أحبه الله ووفقه ، وعلم مافي قلبه من ألم وحرقة على هؤلاء الفقراء ، إنه الكرم، فالكرم هو تلك الصفة التي جعلت غنيمة المرزوق نموذجا وقدوة في البذل والعطاء في الكويت والخليج بل في مشارق الأرض ومغاربها٠

وقد يصدق عليها قول الشاعر:

لعمرك ما رزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ
تموت لخلقه خلق كثير

فعلا بذلها وعطاؤها وكرمها قد فقده الفقراء والمحتاجون ، بل والأقارب والأصحاب ، ومن أعظم المصائب فقد مثل هؤلاء النبلاء الكرماء الذين سيتركون فراغا عظيما يصعب سده.

ونسأل الله الكريم أن يكرم غنيمة بفضله ورحمته ولطفه إنه جواد كريم.