كتاب سبر

إذا عطست التفتْ خلفك فقد تحصل على مخالفة!

عندما تستيقظ صباحا انتبه من الهرولة السريعة لتناول الإفطار حتى لاتحصل على مخالفة منزلية فمنزلك مرصود بالقمر الاصطناعي، وإذا استقليت سياراتك انتبه فلا تُبقي جوّالك بجانبك؛ بل ضعه في حقيبة السيارة قبل انطلاقك من منزلك، لاتنسَ ربط الحزام وتعديل جلستك خلف مِقود السيارة بحيث تكون على شكل زاوية قائمة تجنبا لاية مخالفة، أما الفحص الدوري للسيارتك فهدة قصة أخرى لاسيما أنك قد تضطر لفحص سياراتك تجنبا للمخالفات؛ حتى ولو كانت سيارتك تعاني من حميع الأمراض فهناك سماسرة بجانب محلات الفحص الدوري يمكنهم أن يجعلوا سيارتك تتجاوز الفحص بكل اقتدار بعد أن يقوموا بتأجيرك جميع القطع التي تحتاجها سيارتك حتى تتجاوز بنجاح الفحص ومنها استبدال كفرات سيارتك بطريقة التأجير المنتهي بالتهليك!

كل هذا من باب الضرورة تُحل المحرمات، وحتى تتجنب المخالفات التي تتساقط عليك من السماء ولاتعلم من أي اتجاه قذفت بنفسها في جيبك، ولهذا تخرج بسيارتك من منزلك وتستهل ذلك بدعاء الخوف ودعاء إبعاد الشرور عنك مع قراءة المعوذات ومع ذلك تعود لمنزلك وانت محمّل بالعديد من المخالفات التي هبطتْ من السماء دون تحذير أو إخطار مسبق قبل ارتكابك للمخالفة، ولهذا ليس من يأكل العصا كمن يعدها.

يبقى أن أقول أيها السادة، لنكن واضحين. طالما المستهدف جيب المواطن أعلنوها جهارًا نهارًا ونحن سنتحمل ذلك على مضض وقهرٍ وقسرٍ بدلاً من التلاعب بِنَا يمينًا وشمالاً، وتسجيل ضربات قاضية لنا، عبر جيوبنا المتعبة التي أنهكتها مخالفات المرور المتعددة والغير مفهومة ومعلومة، فضلاً عن فواتير الخدمات التي تشيب الولدان كفواتير الكهرباء والماء وغيرها، بكل تأكيد لا ننتظر مايسمى حساب المواطن الذي وكما يقول إخوتنا في الكويت بيض الصعو ولكن ننتظر قليلاً من الرأفه والعطف، والنظر لنا كمواطنين صالحين محبين لهذا الوطن نفديه بأرواحِنا ولكن لاننسى أن الفقر وقلة الحيلة قد تؤدي لآثار عكسية قد لاتحمد عقباها لا قدّر الله، والله المستعان.