كتاب سبر

إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة!!

أرضنا العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج تبقى ـ ومهما تكالبت علينا الظروف والمؤمرات والدسائس ـ أرضًا عربية ضاربة جذورها في أعماقنا، نعم تعرضنا ومنذ وعد بلفور لاغتصاب وابتلاع أرضنا العربية الفلسطنية من قِبَل الصهاينة.

وتعرضتْ أرضنا العربية الإماراتية (طنب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى) لابتلاع إيران لها وكذلك تعرض إقليمنا العربي الأحواز لتدنيس المشروع الفارسي الصفوي الذي حط عليه واغتصبه وابتلعه عن بكرة أبيه، فضلاً عن تهديد المشروع الفارسي الصفوي المستمر والدائم للبحرين وتصدير الإرهاب والفتن عبر خلاياه النائمه التي تختبئ في مفاصل الجسد البحريني، وبقية دول الخليج العربي.

ولعل الامتداد التاريخي للمشروع الفارسي الصفوي قد كانت بدايته في عام 1508م والذي جاء متزامنًا مع سيطرة البرتغاليين على مملكة هرمز في الخليج، واستغل المشروع الفارسي الصفوي انشغال البرتغاليين في سيطرتهم على مملكة هرمز، وتوغلوا في عمق الأراضي العراقية العربية وسيطروا على العراق سياسيًّا ومذهبيًّا، وباعتبار أن مجريات الأحداث كانت قريبة جدًا من الحدود الدولة العثمانية السنية في الأناضول، وهذا الأمر ترتب عليه مواجهة مسلحة بين العثمانيين (السنة) والصفويين (الشيعة) وكان ذلك على الحدود العراقية الفارسية عند “جالديران” عام 1514م والتي انتهت بهزيمةٍ نكراء للمشروع الفارسي الصفوي وتقهقروا نحو عاصمتهم تبريز والتي سقطت هي الأخرى بأيدي العثمانيين حينها، منذ ذلك التاريخ والمشروع الفارسي الصفوي يخطط لابتلاع الأراضي العربية، نعم هُزِمَ مِن قِبَل الدولة العثمانية ولكنه كان بعد الهزيمة يظهر ويشتد ساعده ويستمر في عربدته وهكذا دواليك، حتى جاء دور الشاه رضا بهلوي مؤسس الدولة البهلوية بعد خلعه لآخر شاه من الأسرة القاجارية وأنهى حكم القاجاريين، ثم خلفه ابنه محمد رضا بهلوي الذي نصبته الإدارة الأمريكية كشرطي للخليج، حتى وصل خامئني وأطاح بالشاه محمد رضا بهلوي وتم نفيه خارج إيران، كل تلك الأحداث لم تغير من الواقع على الأرض والذي يؤكد أن المشروع الفارسي الصفوي يعمل على قدمٍ وساق وليلَ نهارَ لابتلاع الأراضي العربية وتصدير الفتن والشرور بكافة شكالها وألوانها للمنطقة، وإشعال الطائفية بين أبناء منطقة الخليج العربي سنةً وشيعةً والذين تميزوا بالتعايش والتصاهر مع بعضهم البعض قبل ظهور خميني وثورته التي حطمت التجانس والتعايش السني الشيعي، وعلى أثر ذلك ظهرت تنطيمات فارسية صفوية في دول الخليج مثل تنظيم الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية، والجبهة الإسلامية لتحرير البحرين.

يبقى أن أقول أيها السادة، لاشك أن المشروع الفارسي الصفوي يحرص كل الحرص على تطويق المنطقة العربية من جميع الاتجاهات، وكما صرح بذلك أول رئيس لدولة الملالي أبو الحسن بني صدر والذي أكد أنه بعد سيطرة إيران على الخط الشيعي ستستخدم إيران النفط للسيطرة على العالم، إلا أن عاصفة الحزم التي انطلقت من الرياض استجابةً لطلب الشرعية اليمنية وبعد أن توغل المشروع الفارسي الصفوي ونهش أراضيها، قد بددت أحلام المشروع الفارسي الصفوي ليس في اليمن فحسب بل حتى في العراق وسوريا ولبنان وفي جميع الأراضي العربية التي كانت مستهدفة من قبل ملالي إيران.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق