كتاب سبر

ترمب والسلام الذي يبدأ من أرض الحرمين الشريفين

دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ثنايا قمة الرياض قادة العالم الإسلامي للتعاون لمكافحة التطرُّف والإرهاب، وقال إن الأمم المسؤولة يجب عليها أن تعمل سويًّا من أجل وضع حدٍ للحرب في سوريا، واتَّهم إيران بزعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وأكد ترامب أن الجلَّاد الأسد الذي ارتكب جرائم لايمكن وصفها كان ولايزال مدعومًا من إيران، واتَّهم ترامب إيران في خطابه برعاية الاٍرهاب؛ وقال إنها تُسلح وتُمول الميلشيات التي تنشر الدمار والفوضى فضلاً عن أن السياسة الإيرانية مسؤولة عن الكثير من الصراعات التي أدت لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، كذلك أعلن ترامب عن تأسيس مركز عالمي لمكافحة التطرُّف في العالم مركزُه الرياض، مُذكِّرًا بأن الاٍرهاب انتشر عبر العالم لكن طريق السلام سوف يبدأ من أرض الحرمين الشريفين الأرض القديمة والمقدَّسة.

وفيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط ذكر ترامب أنه يأمل أن يكون خطابه والذي توجه به لقادة العالم الإسلامي الحاضرين لقمة الرياض بداية للسلام في الشرق الأوسط وحتى العالم بأسره فضلاً عن أن ترامب أوضح أن بلاده اتفقت مع الحكومة السعودية على صفقاتٍ تجارية واستثمارية بلغت ٤٥٠ مليار دولار وأن من بينها صفقة بلغت ١١٠ مليار دولار في مجال التسلُّح وهذا ماسيسمح للسعودية بأداء دورٍ مهم في المجال الإقليمي لتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.

يبقى أن أقول أيها السادة: لقد وضعتْ السعودية مسألة التضامن العربي والإسلامي كقضية محورية في سياستها لاتقل أهمية عن المواجهة المصيرية لسبب أساسي يكمن في أن التضامن العربي والإسلامي يمثل قوة حقيقية على طريق تلك المواجهة، وكلما انفرطتْ إحدى حبّاتِ عِقدِه أو تخللته صراعاتٌ هامشية تأثرتْ طبيعة المواجهة المصيرية بانعكاساتها؛ لذلك فقد حرصتْ السعودية على أن يكون تكريس التضامن من خلال قمة الرياض ليكون منطلَقًا لأي عمل إيجابي يُراد به خدمة الأمة العربية والإسلامية، كما أودُّ أن أُشير وأنا في هذا السياق إلى أنه لايكفي أن يكون هناك تحالفٌ سعودي خليجي عربي إسلامي مع الولايات المتحدة الأمريكية ‒ التي تحكمها مؤسساتٌ وليس أشخاص ‒ لكي تلتفت لدول الصديقة العظمى الأخرى وأن تُنوع في مصادر علاقاتها ومصادر تسليحها كذلك، وأن لا تضع البيض كله في سلةٍ واحدة!.