آراؤهم

وهم عظمة اتباع الليبرالية

هناك الكثير من أصحاب الفكر الليبرالي المتطرف يعيشون وهم العظمة .. نحن أصحاب العقول النيرة ونحن النخب … نحن أصحاب الفكر والسبق … نحن انوار الحضارة والتقدم .. بينما البقية مجرد قطيع يساق … هذه هي نظرة بعض من اتباع هذا التيار لواقع مجتمعاتهم وان لم يصرحوا بها … على الواقع .. فلتعرفنهم في لحن القول والله علم اسرارهم ..

هذه المجاميع المتطرفة التي لبست ثوب ليس بثوبها وتلفعت بخمار ليس بخمارها”” هذا ان كانوا يقيمون للخمار والستر وزنا “” لا يدركون ثلاث حقائق رئيسية في واقع خضم ما يعيشونه من جنون .

اما الأول : فمعظم ان لم يكن جميع أفكارهم وتصوراتهم وثقافتهم وفلسفتهم انما هي بضاعة مستوردة من الخارج ببساطة تلقي ونشر فلم يقم أي احد منهم بتبني فكرة واضحة مستقلة منتقاة تصور له فكرا مستقلا يمكن ان ينسب اليه في الواقع لذلك فهم من ينطبق عليهم في الحقيقة مصطلح القطيع الذي يساق فالحضارة والسياسة والفكر التغريبي هو من يسوقهم وارباب هذا الفكر في الحقيقة لا يقيمون لاتباعه من أصحاب البلدان الأخرى تلك المنزلة خصوصا ان لاحظنا ان أساس هذا الفكر لم يستطع قمع العنصرية تجاه الشعوب والديانات الأخرى والثورة الفرنسية كان لها اثر بارز في اظهار هذا الامر فان كانت تلك الثورة هدمت أساس الملوك ودمرت كرامة رجال الكنيسة المحرفة فانها لم تستطع

حفظ كرامة الشعوب السوداء التي استعمرتها ولم ترحم مسلمي وملحدي ووثني تلك الدول ولم تعر لقيمها الإنسانية وزنا طالما انها تقف في وجه مصالحها الدنيوية
ولعدم المصادفة فهذا الفكر هو الذي انتهجته حكومات كثير من دولنا ممن ينتهج افراد حكوماتها المنهج الليبرالي أساسا في الملك وهذا هو الأثر الذي تركته من فقر و تخلف وهزيمة عسكرية واجتماعية الخ من بلايا .

الثاني : ان كثيرا من أصحاب ذلك الفكر المنحرف وللهروب من واقع فشلهم المزري وللتستر على فسادهم المستشري لم يجدوا أحدا يرمون عليه الائمة في فشلهم سوى اتباع التيار الإسلامي من مصلحين و دعاة وكان هؤلاء هم أصحاب السيادة والقرار في تلك البلدان بينما الحقيقة انهم كانوا جزءا من منظومة السجون التي دخلوها لا لشيء الا لاتباعهم سنة محمد صلى الله عليه وسلم ومن الحماقة ان اتباع هذا النهج الليبرالي ممن يحاربون الدين يسعون بكل ما أتوا من قوة لربط الإسلام بالنصرانية الكنسية حتى
يضفوا لانفسهم بعدا تاريخيا مرقا ونسوا او تناسوا ان هذا القياس لا تشابه للعلة فيه فمن هذا المنصف الذي يقارن الحضارة السلامية التي شهدت ارقى أنواع التقدم في شتى المجالات بغياهب الكنيسة الظلامية الا من في قلبه مرض ومن ابى الا كراهية الحق وأهله .

الثالث : انهم وبمراجعة تاريخية لواقع عقد من الزمان نجد ان كل ان لم يكن جميع حكومات تلك البلدان القومجية العلمانية لم تستطع خلالها تلك الدول ان تحقق شيئا سوى الفشل فجميع تلك البلدان بقت في مصاف دول العالم الثالث مستهلكة ومهمشة وجميع وعود النصر والتمكين الذي رفعته تلك الجماعات الليبرالية المتطرفة ذهب ادرج الرياح

بهزائم عسكرية فادحة وجميع امال التقدم والنهض والتطور والشفافية والعدل والمساواة ذهبت خلف غياهب السجون لم يقول لا للقائد الليبرالي المتبوع ..

هذه الحقائق التي لم ولن يدركها المنغمسون في وحل التخلف الليبرالي هي الأساس في تقييم أي مرحلة قادمة تكون السيادة فيها لتلك الايدولوجية المنحرفة وحتى لا يخرج

متحذلق ويقول ان الايدولوجيا قرينة الدين فان تعريف الايدولوجيا بمفهومه الاولي هوعلم الأفكار وكون ان الليبرالية هي مجموعة أفكار “” هدامة”” فلا باس من وصفها بالايدولوجيا

في الختام ان السعي لاصلاح أي بلاد لا يتم عبر نقل الأفكار الهدامة الى ساحات مجتمعاتنا فالسعي للتقدم التكنولوجي والمعرفي والاقتصادي مطلب متى ما حكم باحكام شرعية صحيحةمنضبطة وكون ان معظم ان لم يكن كل من انتهج نهج اليبرالية فشل في ذلك فقد حان الوقت للعودة الى المعين الصافي الذي رفع لامتنا ذكرها ين الأمم كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .

محمد سعود البنوان

ofoqm@hotmail.com
@banwan16