كتاب سبر

“شعيرة الحج شعيرة الطهارة”

قال تعالى :
{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } .
توجه حجاج بيت الله الحرام ، أو ضيوف الرحمن إلى بيت الله الحرام ، قاصدين بذلك طلب العفو والمغفرة ، ومحوِ الذنوب ، وهم متلبسين باللباس الابيض ( الإحرام )
وكأن لسان حالهم يقول ربنا نقنا من الذنوب والخطايا كما ينقا الثوب الابيض من الدنس .
قال عليه الصلاة والسلام : (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) .

أي ربنا اجعلنا قلوبنا واعمالنا مثل إحرامنا ، ملبين مهللين مكبرين جميعهم العرب والعجم ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك .
اعترافاً منهم بأن ما بهم من النعم هي من عند الله لايشاركه بها احد ، حيث يستوي هناك الملوك والمملوكين والامراء والمأمورين والرؤساء والمرؤوسين .
فهم سواء لا منصب يعلو ولا جاه يسود ولا مال يتميز .
اتو اْ إلى بيت الله مفتقرين اليه متذللين له سبحانه وتعالى يرجون رحمته ، يرجون مغفرته ، يرجون عتقهم من النار ، ذاك يبكي والاخر يدعوا والثالث يقرؤ كتاب الله ، والرابع يستغفر ، وكلهم يكونوا على صعيد عرفات ، ذلك المكان التي تكون فيه البشرى ، لضيوفه جلّ وعلا ، حتى يأذن الله ويعطي اسبحانه وتعالى أمره للملائكة وبشراه لعباده ” أُشهدكم بأني قد غفرت لهم ”

قال عليه الصلاة والسلام : ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) .
يا الله يا الله
هنيئاً يا ضيوف الرحمن ، قد وفدتم على رب غفور حيم ،
وهنا نريد أن نوصييكم ، بأن لاتنسونا من الدعاء

قال تعالى :
{ ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ} .

فنحن اشدّ حاجة أو مثلكم لمغفرة ذنوبنا ، فهناك من الناس الكثير ممن حالة طروفهم دون الوصول الى بيت الله الحرام .
اللهم تقبل من الحجاج حجهم
واشملنا معهم برحمتك وعتقك ورضاك وكرمك اجمعين ، ختاماً اقول لكم مقدماً حج مقبول وذنب مغفور وعمل صالح متقبلاً مبرور بإذن الله
وتعودون إلى اوطانكم بالغنيمة والسلامه .

كتبها :
د. خالد المرداس