كتاب سبر

“العب يابن الحلال العب”

من منا لا يتذكر المسلسل الكوميدي “عودة عصويد” وخصوصا الكومبارس اللذان يلعبان “الصبّة” -لعبة شعبية- ، ليل نهار وطوال حلقات المسلسل، ولا شأن لهما بما يحدث في مضارب القبيلة من مشاكل وأحداث في داخل القبيلة ، فالمشاكل تتساقط على القبيلة وتحدث بعدها بلبلة في أوساط القبيلة من احتجاجات وتذمر من الوضع القائم ثم تنظم مسيرات واحتجاجات تمر من أمام الكومبارس وهما يلعبان “الصبّة” .. فيسأل أحدهما الأخر: ” وش فيه” ،، فيرد الأخر: “العب يابن الحلال العب” !

*********
هذا هو حال العرب حاليا .. انظروا إلى الخليج فهو على صفيح ساخن بسبب الأزمة الخليجية التي نمر فيها ولا نعلم على ماذا ستنتهي ، ووقودها هم الشعوب الخليجية التي يقودها إعلام موجه ومسيّس في حرب كلامية قذرة بين الاخوان وأبناء العمومة لدرجة أن كل منهم يرى في اليهودي الوفاء ولا يراه في ابن عمه !!… ونجد نخب إعلامية ورياضية واكاديمية واجتماعية، تحرض الشعوب لتتطاحن فيما بينها، ومن يقف خلف تلك الأزمة -كائنا من كان- تراه منتشيا ويصيح متحمسا “العب يابن الحلال العب” دون أن يدرك ماهي تبعات تلك اللعبة على دول وشعوب الخليج !!.

وفي سوريا المجازر لا تتوقف بحق الشعب السوري والدماء تكاد تُغرق الحي منهم ، ومع ذلك تجد ممثلو الفصائل في الاستانا كالكومبارس على طاولة المفاوضات، يُصفعون على “قفاهم” أكثر من مرة ، ومع ذلك تجد كل منهم يقول للاخر وبصوت خفيف : “العب يابن الحلال العب” .. وكلما ازدادوا انبطاحا ، ازداد عدد الدول التي تمتطيهم وازدادت معها جثث الأطفال والمستضعفين في الرقة ودير الزور وإدلب وغيرها من المدن السورية !!…

نقطة مهمة:

في الواقع نحن عربيا من يمثل دور الكومبارس، بينما المخرج والمؤلف أجنبيان والمستفيد طبعا هما إسرائيل وإيران .. وغدا ، إن لم يتحرك المعنيون في محاولة جدية منهم لرفع هذه الغمة عن الأمة العربية والإسلامية … هنا سنمسع قريبا جملة “العب يابن الحلال العب” ولكن ليس بسذاجة الكومبارس، وإنما بطريقة شيطانية، وبلغات عبرية وفارسية وإنجليزية وروسية !