كتاب سبر

غلاة الطاعة الوجه الآخر لغلاة التكفير

غلاة الطاعة: فرقة توظف الدين في خدمة وطاعة الحاكم وتبَدّع المسلمين ، الأحياء منهم والأموات … هذه الفرقة إن لم تجد ماتبدّعه ، تنقسم قسمين وتقوم بينهما حرب طاحنة في تبديع كل منهما الاخر !! والإرجاء هو الخط الأحمر الذي تتخندق خلفه تلك الفرقة !!… لم يسلم من لسانهم وكتاباتهم أحد ، لا مجاهد ولا عالم دين ولا داعية ولا حتى المسلم المستضعف ، وهم الوجه الآخر لغلاة التكفير.. فالاثنان يشتركان في الغلو إما تبديعًا أو تكفيرًا أو تقديسًا للرموز !!…وفي بحر الاثنان ، إما أن تُبّدع المسلمين أو تكفرهم، لا يوجد خيار ثالث في بحر غلاة الطاعة وغلاة التكفير !… بدّع فأنت من الفرقة الناجية، كفّر فأنت مسلم … ودماء المستضعفين المسلمين تسيل في كل مكان وهما ينظران إليها ويفكران: أهم مسلمون حقًا أم مرتدون ومبتدعة !!.

في الأعوام التي نحن فيها ، قد استحر القتل بالعرب والمسلمين، فتمزقت أشلاء الرجال والأطفال والنساء، وانتهكت الكرامات واغتصبت النساء ، ودُق أعناق الأطفال … هولوكوست موثق بالصور والفيديو وقد شاهده جميع سكان الأرض ، ماعدا غلاة الطاعة وغلاة التكفير ،، فغلاة الطاعة هم السلاح الذي كان يُقتل به هؤلاء المستضعفون من خلال التبرير والرخصة التي منحوها للطغاة في سفك دماء الشعوب .. بينما غلاة التكفير كانت الفخ أو حفرة الموت التي يسقط فيها هؤلاء المستضعفون هربًا من جور الطغاة !!

غلاة السوء من الطرفين ، يشجعان على وأد العزة الإسلامية كلما أفاقت، وأكثرهم اختراقًا في تويتر من قبل أعداء الإسلام .. فغلاة الطاعة لا يرون أي بأس في الكافر وقد يكون حاكمًا متغلبًا وولي أمر، بينما يرون في المبتدع مكمن الخطورة لأنه يوهم الآخرين بحسن إسلامه -كما يزعمون- !! .. وكذلك غلاة التكفير ، يرون في قتل المسلم المرتد -طبعا كما يرونه- أولى من قتل اليهود والنصارى !!… فالغلاة من الطرفان وجهان لنكبة إسلامية واحدة، من أقصى التبديع إلى أقصى التكفير ويتبادلان الأدوار أحيانًا !… والأكيد أنهما المتنفس الوحيد لبطش الغرب ، ولجرم وحقد الحشد الشعبي وحزب اللات ولبقية الميليشيات الصفوية ، وهما بوابة سفك الدماء للطغاة ، وهما السكين التي تطعن بها العلمانية والليبرالية والصفوية والغرب بالإسلام… فهما المتنفس لكل من يتربص بالإسلام والمسلمين !.

نقطة مهمة:

لولا وجود الأرض الخصبة للظلم والعدوان لما كان لغلاة الطاعة وغلاة التكفير وجود ، فكليهما يدوران حول الطغاة ، الأول منافق وسادن للطغاة والثاني يحاربه ويكفِّره وقد يُكفِّر من يسير بمحاذاة قصره !… ففي وجود الحاكم العادل لن تسمع بالغلاة، فإن كان عادلا ولو بشيء يسير فلن يحتاج لغلاة الطاعة لينافقوه ويبررون ظلمه، ولن ينشغل بحرب غلاة التكفير لأن جزء كبير منهم هربوا من ظلم الطغاة لهم ولأهليهم وأرادوا الانتقام.