غير مصنف

د.ناصر الصانع والصندوق الأسود

تابعت برنامج الصندوق الأسود منذ بدايته بتقديم الاعلامي المتميز عمار تقي وكيف كان يحاور الشخصيات السياسية ، فرأيت في البرنامج مادة ثرية في المعلومات والأحداث كما أن المحاور شخصية متميزة في الاعداد والتحضير للبرنامج ، وتبدو عليه علامات الذكاء في طرح الأسئلة واستخراج المعلومات، وعندما وصلنا إلى حلقات د.ناصر الصانع سعدت جداً بهذه الاستضافة لمعرفتي في بوبدر الغالي وسيرته السياسية والبرلمانية المميزة وقدراته الكبيرة في العرض والشرح …لا اكشف سراً أن أي لقاء يجمعني في بوبدر سواء كان لقاء خاص في الحركة أو في أماكن عامة أحب أن استمع له وهو يحلل الأحداث ويسردها ويبين تفاصيل اللقاءات بطريقة راقية فعندما علمت باللقاء توقعته أن يكون ثرياً وممتعاً ، وأذكر بعض النقاط المهمة في برنامج الصندوق الأسود مع د.ناصر الصانع:

١- تميزت سيرة بوبدر في أحداث الغزو العراقي الغاشم ودوره المميز في العلاقات الخارجية المتنوعة عند العرب والغرب بكافة تنوعاتهم الفكرية والشخصية ، وقد لعب دوراً مميزاً صب في صالح العمل الكويتي خارج الوطن وقت الغزو.

٢- تميزت شخصيته في لباقة الكلام واختيار المفردات الحسنة مع الأصدقاء والشخصيات العامة والخصوم ، وقد جلست مع بوبدر في مجالس خاصة فلم اسمعه يوماً يذكر أي خصم سياسي بسيرة أو الفاظ سيئة بل يحاول أن يعبر عنه بما يوصل المعنى دون أن يجرحه أو يقوم بالاساءة اليه، لذلك لم اتعجب عندما يتعرض لبعض الشخصيات من الخصوم فيذكر ايجابياته وتقديره له ثم يبين بطلان الشبهات او الأقوال عنه وعن تياره .

٣- عند سرد الأحداث تظهر شخصيته الدبلوماسية والسياسية في تحليل الأحداث بالاضافة ذكر بعض الدروس السياسية والعملية منها .

٤- تجده عندما يلتقي بالجميع يمزح معهم ويتحدث اليهم مهما كانت الخصومة حتى اتعجب أحياناً كيف يتعامل بوبدر بهذه المعاملة مع فلان الذي يسب ويكذب عليه أو على تيارنا ..!

٥- ذكر في الحلقة تجربته البرلمانية والانتخابية وقد كان في دائرة شديدة المنافسة والخصومة الفكرية والانتخابية وكيف تعامل معها بذكاء وخبرة فلم يخسر أي انتخابات مع شدة الحملات عليه منذ ١٩٩٢ الى ٢٠٠٨ .

٦- أجاب عن كل الأحداث والشبهات بوضوح دون نفي أو سكوت الا في بعض الامور التي قدرها بأنها اسرار وامانة من شخصيات يعرفها ولا يريد اذاعة أسرارها.

لم تكتمل الحلقات بعرض كل مسيرته التي كانت رائدة في نصرة قضايا الوطن والأمة الإسلامية ومحاربة الفساد عبر المنظمات الكثيرة ، لذلك أقولها ان د. ناصر الصانع شخصية ورمزية نفتخر بها في تجربتها وسلوكها وما شهدنا الا بما علمنا وتقبى هناك خلافات في بعض الآراء وبعض منهجيات العمل وهذه سنة الحياة بين البشر…