كتاب سبر

“وليام والاس .. واقطاعيو الثورة السورية”

في الفيلم الشهير Braveheart -القلب الشجاع- … يحكي قصة ثائر اسكتنلدي اسمه “وليام والاس” قام ومن معه من أبناء شعبه بثورة ضد المستعمر الإنجليزي وملكهم “ادوارد الأول” الذي أطاح بملك اسكتنلدا وسجنه ونصب نفسه ملكًا على اسكتنلدا بدلا منه.

“وليام والاس” كان ملهما للشعوب الاسكتلندية البسيطة، صدقوه لنواياه الصادقة، وربطوا مصيرهم بمصيره في مقاومة المستعمر الإنجليزي ، وحقق “والاس” وجيشه من الثوار ، انتصارات هائلة على جيش الملك “ادوارد الأول” ولكن، اقطاعيو اسكتلندا كانوا يتكسبون من وراء انتصارات “والاس” وأبناء اسكتلندا من خلال المفاوضات مع الملك “ادوارد الأول” لتحقيق مكاسب أكبر ، فقد كان الملك ادوارد يقتطع لهم من الأراضي لتتوسع ممتلكاتهم فيضمن انصياعهم له وعدم محاربته مستقبلا والتمرد عليه … ولكن بعد أن امتلأت بطون اقطاعيو اسكتلندا، أخذوا يحرشون على “وليام والاس “بأنه الثائر المتهور الذي يجر الويلات على الشعب الاسكتلندي ووووو.. مع أنهم شاركوا كضيوف شرف في بعض الحروب التي قادها “والاس” وانتصر فيها !… وفي النهاية قام الاقطاعيون بخيانة “وليام والاس” وتسليمه للملك ادوارد ليعذبه ويعدمه !
*******

مجريات هذا الفيلم مشابهة تماما لما يجري في الثورة السورية، فالفصائل التي مازالت تقاوم النظام السوري والروس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، أصبحت “وليام والاس” في نظر اقطاعيو الثورة السورية الذين صفقوا في بداية الثورة لاستبسال وشجاعة تلك الفصائل التي حققت بطولات قلبت الموازين على النظام وإيران وأذنابها ، ولكن تلك البطولات جعلت من بعض الفصائل الرابضة وبعض المنظرين والبعض من معارضة الخارج والائتلاف، يفاوضون على ضوء تلك البطولات لمصالح شخصية وفصائلية وحزبية بعيدا عن الثورة ومعاناة المستضعفين ، بل أنها انقلبت على تلك البطولات وجحدتها واتهمت الفصائل الشجاعة والمؤثرة بالثورة بأنها تجر الويلات على المستضعفين وأنها هي العدو وليس النظام وروسيا وأخذت تحرش عليها العدو الرسمي للمستضعفين وهو العدو نفسه الذي يفترض أنه عدو لتلك الفصائل الرابضة ومنظرو ومعارضة الخارج !!