عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

اعقلها وتوكل يا شيخ ناصر!!

“في مثل هذا الظرف الحرج، الذي تمر به البلاد والأمة لا بد من كلمة صريحة واضحة تقال، ولا بد من قرار سديد يُتخذ، فقد عانينا ما عانيناه من افتعال الأزمات وتدبير المناورات وغياب الرأي وتغليب النفاق واستهداف الثوابت وتجاهل مكامن العلة ومواطن الداء، إن مصلحة الكويت تقتضي وقفة، ومصلحة النظام تقتضي قراراً، ومصلحة الأمة تقتضي موقفاً، فلتكن هذه الوقفة وهذا القرار والموقف تجاه من وعد وأخلف، ولتكن وقفة في وجه من أفسد و(…) وخرب القيم، ولتكن تجاه من لا يمتلك الرؤية ويعجز عن معالجة المشكلات وتقديم الحلول، وتجاه من يفتعل الأزمات ويسيء إلى حيادية الحكم، ويتجاوز القانون ويعجز عن حماية المال العام، لتكن الوقفة والموقف تجاه من يتصور الكويت كياناً مؤقتاً زائلاً في بضع سنين، وهي بإذن الله دائمة خالدة أبد آبدين إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولتكن الوقفة في وجه من حاول العبث بالدستور والعبث في القضاء، كما عبث في الاقتصاد فدمره وعبث في المجتمع فقسمه، وعبث في الإدارة فأفسدها، من بيده الأمر قادر على أن يضع حداً للمناورات السياسية المفتعلة ويؤكد أن الديمقراطية موقفنا المبدئي وخيارنا الاستراتيجي، من بيده الأمر قادر على أن يتسامى فوق الخلافات ويبصر الحقائق ويعالج الأمر بحكمة”.

كل هذه العبارات والجمل والكلمات السابقة ليست كلماتي.. نعم نتفق معها في المضمون ونؤيدها ولكني لست من كتبها ولم تكتب في وقتنا الحالي بالرغم من أنها تعبر بصدق عن واقع نعيشه الآن.

إن تلك الكلمات والعبارات هي مقتطفات جاءت في مقال سابق للشيخ ناصر صباح الأحمد وبالتحديد في العام 1998 وقد عبر فيها الشيخ ناصر عن ما يدور في خلد كل كويتي وما تحتاجه الكويت وقتها وما نحلم به كشعب عانى من الفساد وخراب الذمم.

وحديثي هنا موجه للشيخ ناصر صاحب المقال الذي كان بعيدا عن السلطة وقت كتابة المقال واليوم نتحدث اليه وهو أحد أعضاء السلطة المؤثرين والفاعلين والنشطين.. نقول للشيخ ناصر يا بوعبدالله هذا الكلام الذي كتبته سابقا معبر وصادق وحلم شعبي.. والآن وقد جئت للسلطة فالشعب ينتظرك أن تحقق أحلامه بتطبيق ما جاء في مقالك وتنفيذ أفكارك.

الآن يا شيخ ناصر المطالب كثيرة ولكن منها ما هو عاجل لا يستطيع الانتظار وعلى رأس هذه المطالب ما يتعلق بالشباب المتهمين بدخول مجلس الأمة.. فالآن هناك مقترح لدى مجلس الأمة بالعفو الشامل وكما طالبت في مقالك بأن تكون الحلول في بيت الأمة فها هو الحل ينتظر التنفيذ.

يا شيخ ناصر.. يا ابن مدرستي الدستور والدبلوماسية كثيرون يعقدون عليك الآمال في العفو عن أبنائهم الشباب الذين ما اقدموا على ما اقدموا عليه إلا غيرة وحب لهذا البلد.. عبروا عن رأيهم وعن غضبهم على الفساد بكل سلمية ودون التعدي على حريات وكرامات الآخرين.. وهذا ما تسعى أنت إليه وتنادي به.

يا شيخ ناصر.. هناك من يتوعد ويهدد ويوهم الناس بأنه يعلم ما سيحدث في المستقبل.. وهناك من يحتمي بالمنصب رغم فساده وتجاوزاته.. يا شيخ.. اعقلها وتوكل وامضي في طريقك للعفو الشامل بعيدا عن الذين يريدون إلحاق الأذى بكل من يعارضهم أو يمنع وصولهم للاستيلاء على المال العام.

ياطويل العمر.. اعقلها وتوكل.. فأنت الأقرب إلى سمو أمير البلاد صاحب القرار.. وأنت القطب البارز في الحكومة الذي إذا ما حمل هذا الملف تداعى إليه نواب الأمة ليساندوا رؤيته.. وأنت الذي إذا ما حارب الفساد والمفسدين ستمد إليك المعارضة قبل الموالاة يدها لتتعاون لمعرفة الجميع من هو الشيخ ناصر الذي لا توجد عليه أي علامات استفهام أو تشوب سجله شائبة.

يا شيخ ناصر أنت تعلم أنه لا توجد ديمقراطية بلا معارضة حقيقية.. معارضة وطنية.. معارضة تكون ظهير حقيقي للسلطة تتعاون معها على المصلحة الوطنية وتقومها إن حادت عن الطريق.. بل أنت من يطالب بهذا.

توكل على الله ياشيخ ناصر وكن قائدا في ملف العقو الشامل وستنجح بإذن الله يا صاحب الراية البيضاء.

almesfer@hotmail.com