كتاب سبر

الشيخ سالم الطويل.. لماذا لا تطبق ما تنصح به غيرك من دون تناقض؟

وإن كنت أحاول عدم التطرق لأشخاص بعينهم أو جعلهم عنوانا رئيسيا في مقالاتي ما عدا الثناء المستحق، إلا أن الشيخ سالم الطويل يفرض نفسه في هذا المقال لظهوره الدائم في مقاطع ولقاءات مثيرة للجدل، فهو لم يدع دعاة ومشايخ وعلماء سنة إلا وتحرش بهم واتهمهم بما ليس فيهم ، ثم يطلب منهم أن يخرجوا بتصريح في وسائل الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي وينفون عن أنفسهم التهم !!

الشيخ سالم الطويل، يتبع نهج الشيخ ربيع المدخلي -وهو يصرح بهذا في أكثر من مقطع ولقاء-، وهو نهج نصفه يقوم على طاعة ولي الأمر ونصفه الآخر يقوم على جرح الدعاة والمشايخ من خلال التشنيع عليهم والتجريح بهم .. نهج الشيخ ربيع المدخلي ليس حزبيا كما يؤكد أتباع هذا النهج في كل مناسبة، ولكن الأتباع أنفسهم متحزبون وأشد حزبية من الأحزاب المعلنة !… وهناك من يظن أن تركيز أتباع هذا النهج فقط على الإخوان، وهذا غير صحيح ، فهناك من السلف دعاة ومشايخ لم يسلموا منهم ، وسياسيون لا ينتمون لا للإخوان ولا للسلف أيضا لم يسلموا منهم ، فهم يضعون أنفسهم في صورة الناطق باسم الحكومات بدلا من صورة طلبة العلم.

الشيخ سالم الطويل لا يظهر في مقطع مصوّر وموجها رسالة إلا إذا كان هناك سياسي أو داعية انتقد الحكومة أو هناك هجوم على الإخوان أو جمعية إحياء التراث أو أو أو … وهو ينصح كثيرا في رسائله ولكنه لا يطبق تلك النصائح على نفسه، ومثال على ذلك ، في شهر 12 سنة2016، ظهر الشيخ سالم في مقطع بعد اعتصام مجموعة من الشعب الكويتي بالقرب السفارة الروسية تنديدا بمجازر طائرات الروس ضد المسلمين في حلب ، وكانت هناك ردود من طائفة أخرى ضد هذا الاعتصام تنتصر لروسيا، هنا ظهر الطويل على أهل الكويت متلطفا وناصحا بعدم إدخال الفتن الخارجية إلى الكويت حتى لا ينجر خلفها الطوائف في الكويت، مع أن الوقوف مع أطفال المسملين في سوريا التي مزقت أجسادهم طائرات الروس وبراميل النظام هو حق على كل مسلم كما أمر به الدين الإسلامي ، بل أن هناك أشخاص وجمعيات غربية وقفت مع هؤلاء الأطفال بدافع الإنسانية لا الدين… لكن الشيخ سالم كما قلت سابقا، لا يطبق تلك النصائح التي يكررها في لقاءاته ودروسه، وهو نفسه قد انتقد الصمت العالمي تجاه حصار “دماج” من قبل الحوثيين في اليمن وعدم نصرتهم !… فالشيخ سالم كان يرى أن الصفوية وأذناب إيران تدعم الحوثي في حصاره دماج -وهو صادق في هذا- .. وكان يتهم أهل الأهواء وأصحاب الأحزاب بأن أصواتهم كانت ستُرفع وكانوا سيجمعون التبرعات نصرة لـ “دمّاج” لو كانوا على غير السُّنّة -كما يزعم- !… وهنا يا شيخ سالم أنت وقعت في تناقضات، فأنت غضبت وزمجرت وكتبت مقال “دماج تستغيث” طالبًا النصرة لدماج، وفي مجازر حلب تقول: لنبتعد عن الفتن حتى نأمن منها في الكويت !… هل لأن دماج فيها مدرسة قام بإنشائها الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- وهي تقوم على نفس نهجك، بينما أهل حلب ليسوا على هذا النهج ؟!… وفي تناقض أخر، تقول أن الدولة الصفوية كانت تدعم الحوثي في اليمن في حصار دماج وقتال أهلها -وهذا صحيح-، ولكن يبدو أنك لا ترى دعم الدولة الصفوية للنظام السوري بالمال والجنود والعدة والعتاد ضد المستضعفين والمجاهدين الذين وقفوا وقفة رجل شجاع ضد النظام والصفوية وروسيا وهم لا يملكون الكثير من السلاح ، ولذلك أنت تتحرج من دعم هؤلاء كما صرحت بهذا تحت تبريرات معتادة: (كما قيل لي) و ( سولف علي أحدهم )، فهل يعتبر تحرجك هذا من الأهواء والتحزب ؟… يا شيخ سالم ، أنت كنت تستغيث العالم ليغيثوا دماج من حصار الحوثي الجائر -وهي إغاثة مستحقة- ولكنك لم تتطرق لحلب عندما كانت تُباد ولا إلى معاناة سوريا كلها حتى لا تُجلب الفتن الطائفية إلى الكويت -كما نصحت- ، فهل دماج تختلف عن حلب ؟ وهل في نصرة دماج لا تُجلب الفتن بينما تُجلب الفتن في نصرة حلب ؟… أم أن موضوع جلب الفتن جاء بعد أن سقطت دماج في يد الحوثي وانتهت النصرة المستحقة كما تراها أنت ؟… يا شيخ سالم ، ليتك تطبق ما تنصح به ، وليتك تدرّس طلبتك العلم الشرعي كاملا بدلا من التركيز على علم “الجرح والتعديل” الذي تحول من علم شرعي إلى مجلس نميمة ونشر أحقاد وتدليس وطعن في كل من ينتقد الحكومات، وتجريح في كل داعية وشيخ لا يسير على هواكم وعلى نهج الشيخ ربيع المدخلي… وأخيرا ، ليتك تتوقف عن القسم بالله وعن الخوض في أمور لا تعرف فيها ، وإنما هي استنتاجات من عندك وتقسم بالله عليها !.

2 تعليقات

  • كلام كله جهل وكذب وافتراءات الشيخ معروف باستقامته واخلاصه نحسبه والله حسيبه وهو ناصح لولاة أمره. لكن شياطين الإنس والجن لا يحبون المنهج الصحيح الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه ويحبون فقط ان يقول العلماء ما يرضي أهواءهم والشيخ نحسبه يبحث عن رضا ربه ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ممن عندهم عقول وصادقين في تدينهم والباقي اصحاب مصالح شخصية فقط يذبون عنها فتعسوا ولا رضوا !!!

أضغط هنا لإضافة تعليق