كتاب سبر

اقتلني على هواك !

لدينا مصائب في عالمنا الإسلامي المعاصر تنافس ما دوّنه التاريخ من مصائب في كتبه القديمة، وهي المادة التي سيرتكز عليها التاريخ المعاصر ليدوّنها في كتابه الحالي كهولوكوست عم العالم العربي والإسلامي في هذا الزمان … وتلك المصائب قد نزلت على رأس المسلم السني فقط ، فقد ذاق القتل والبطش والألم والمرارة والحسرة من بورما في شرق آسيا إلى افغانستان وفلسطين والعراق واليمن وقفز إلى القارة الأفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى ،، ثم جمعت كل تلك المعاناة في حياة السني المستضعف في سوريا !

******

اقتلني على هواك !! .. هذا لسان حال السني اليائس، بعد أن أصبح هدفًا يتمرن عليه العالم أجمع ويستخدم في تمرينه الطائرات والقنابل والصواريخ المحرمة دوليًا وصولا إلى الأسلحة البيضاء ثم حرقه ودفنه حيا ! … فالدول العظمى تقتله وأطفاله في سبيل هوى مصالحها ومصالح حلفاء لها ثم تسلب صرخته وصرخة أطفاله بـ “حق الفيتو” ! ، وتستحل دمه إيران وإسرائيل والطغاة العرب لهوى مذهبي وهوى ديني وهوى دنيوي ، وتتجاهله الأحزاب الليبرالية في هذه الدولة وتتمسح به دولة أخرى حسب هواها الأمريكاني ، وتلعب على وتر أحزانه الأحزاب اليسارية والقومية، فتبكي عليه في العراق، وتجعله مجرما في سوريا حسب هواها الروسي … ويجعل غلاة الطاعة والتبديع من ذلك السني المعذب والمستضعف، هدفًا لضرب خصومهم ودعاية لهواهم في الغلو بطاعة ولي الأمر،، ثم يلتقطه غلاة التكفير والردة ليقتلوه على أمور يرونها ردة عن الإسلام لهوى عقائدي … وأما من انتصر بهم ضد قاتليه، انقلبوا عليه فجعلوه بضاعة رخيصة يساومون عليه وأولاده على طاولة أمريكا وإسرائيل وإيران وروسيا وهم النكرات الذين لم يعرفهم العالم إلا من خلال معاناة هذا المستضعف التي بسببها أصبحوا أثرياء !.

لذلك قالها السني المستضعف وهو محبط يبحث عن الموت في سبيل الراحة له ولأهله، فقالها بائسًا: اقتلني على هواك وغدا إلى الديان يوم الدين نمضي.