كتاب سبر

حكة “الخشم” المشهورة

إذا مشيت في وسط شارع مكتظ بالبشر وقمت بحركة غريبة هنا لن ينتبه لك المارة، لأنك ببساطة غير شاخص للعيان وذلك بسبب الزحمة الخانقة في الشارع.. فلا تخشى ذمهم ولا تنتظر تبريرهم لك ، فذمك غير منشور وتبريرهم لك غير مشهود .. ولكن إن كنت في شرفة تطل على هذا الشارع المكتظ بالمارة، فإن أدنى حركة منك ستكون موضع ملاحظة من الجميع حتى لو كانت حكة “خشم” على الطاير ، هنا سيراها كل من يمشي في هذا الشارع وسيسجل ساعة ووقت هذه الحكة ، وكم مرة حصلت الحكة ، وكم مرة تحركت اليد على “الخشم” ذهابا وإيابا .. هنا يتسابق ذمك ومدحك مع سرعة وصول ضوء الشمس إلى الأرض !.

فإن كان كنت تريد الهدوء وراحة البال أنزل من الشرفة وسر في وسط الشارع المكتظ ، وعش حياتك بهدوء وطمأنينة وحك “خشمك” على راحتك، فهنا لن يدقق المارة في حركاتك و لن يسألك أحد منهم: لماذا حككت “خشمك” خمس مرات خلال ثواني … وأما إن كنت لا تبالي بأسئلتهم المزعجة والمتكررة، فجاوبهم بثقة مطلقة دون الضجر من التكرار ، وقل لهم بأن حكة “الخشم” بسبب دغدغة أو ما شابه ذلك ولتكن الإجابة بصوت مسموع ومن على شرفتك التي سيزدحم تحتها البشر لسماع الجواب عن أسباب حكة “الخشم” تلك.

نقطة مهمة:
إلى الساسة والسياسيون .. الدعاة والمشايخ .. الأكاديميون .. الإعلاميون.. إلى كل من اشتهر في مجال.

يقول العلامة ابن عثيمين:
‏(أنت لنفسك ما لم تشتهر، فإذا اشتهرت فأنت لغيرك) انتهى كلامه رحمه الله..
لذلك نقول: على من يتصدّر المشهد السياسي والديني والاجتماعي والإعلامي والتربوي، عليه أن يتحمل مسؤولياته أمام الجميع وأن يراقب نفسه قبل مراقبته الآخرين.. فضريبة الشهرة وحب البروز والقيادة وتملك السلطة ، هي مراقبة الناس لك ليل نهار سواء من يتخذك قدوة أو من يترقب زلاتك … فطهّر خصالك وحسّن لفظك وهذّب حرفك ، أو انسحب من تصدّر الواجهة.

سلطان بن خميّس