آراؤهم

هل الحياة استقرار أم شغف؟

رأيتُ شاب مصري في تويتر يروي قصته المُلهمه بحيث إنه أقدم على الإستقاله ليتبع أحلامه ..
هرب من هذا العالم الذي يحول الإنسان الى شيء أو إلى آله تجني المال .. وعاد الى أصله وإلى إنسانيته يجوب مسكّن أبونا آدم ..
مُستكشفاً الأرض فكانت رحلتة من المحيط الأطلنطي إلى البحر المتوسط
مابين جنوب قارة أفريقيا وشمالها ..
يحكي فيه إن التخلي عن الوظيفة ليست نهاية العالم بل إنها البداية ، البداية الحقيقية له .

ظل هذا المنشور قابعاً في نفسيّ ..ويهِز فكري وما ألبث أن أتناساه إلا و كلمات عبداللطيف يوسف في قصيدة ” عادي” تُمتم في ذهني “والذاهبون الى الوظيفةِ ذاهبون الى المذلةِ باليد المتسوله”

إلى اي مدى هذا العالم “الرأس مالي”حولنا إلى عبيد لكن عبيد للوظيفة وللراتب الذي نجنيه
ونحاول بشتى الطُرق أن نقتنص الفُرص الوظيفية الأفضل لتغدق علينا بالمال الأوفر ..
أين هو شغف الإنسان فينا وإلى أي مدى نستطيع أن نُحققه ..

هل لدينا بالأساس هذه الشجاعه .. شجاعة الإقدام
فهذا الشاب المصري لم يسلم من كمية العِبارات التي تنعته بالجنون وتُحذِره من الندم كيف لك أن تتخلى عن الحياة الطبيعيه كيف لك أن تبني بيتاً وأُسرة أين هو إستقرارك؟!

وكأن القابعون خلف المكاتب الكئيبه يحظون اصلاً بحياة .. ينسلخ الحُر من نفسه بهذا الروتين القاتل فيُصبح بلا شعور مُتبلد ينتظر العودة لبيته حتى يرمي بجثته إلى السرير كيف لهذه الروح ان تُشارك الآخر حياة .. هل إستقراركم هو حقاً إستقرار ؟!

والى أي مرحلة هذه المنظومه حولتنا فعلاً الى عبيد دون حتى إدراكنا ..
وإن كنت تدعي غير ذلك هل فعلاً بإستطاعتك التخلي عن وظيفتك ؟
متى ماشئت !
لتتبع حلم لك أو شغف .. أم يُصبح الخوف قابعٌ على صدرك !

لو امتلك بعضاً من الشجاعة والجنون التي يمتلكهما .. لكُنت أقدمت على تقديم إستقالتي من الوزارة التي أعمل بها ..
لألتحق بِمقهى صغير أُقدم فيه قهوة حلوة المذاق تُرضيني قبل أن تُرضي المُتذوق وبضعة رفوف لتبادل الكُتب والمذكرات والسير الذاتية
هنيئاً لك
“طُز بالمال الأهم الشغف” أيها الحُر .

ريم السبيعي