كتاب سبر

“إدلب” آخر معاقل الثورة.. بين العدو والمحرش

قد تكون إدلب الراية الأخيرة المرفوعة في ثورة سوريا وبسقوطها تنتهي الثورة … أنظار العدو كلها تتجه الان نحو إدلب من روسيا والنظام وإيران إلى أمريكا -الأخيرة على استحياء- وهذه الفرصة الأخيرة لتتوحد صفوف اافصائل والقادة ولو كان بينهم ما صنع الحداد ، فمن كان جادا في إسقاط النظام والانتصار لضحايا الثورة ولتلك الدماء التي سالت من أطفال وشيوخ ونساء ورجال عليه أن يحافظ على صمود إدلب، فبصمودها تستمد الثورة روحها ولو كان النبض ضعيفا مؤقتا.

إدلب كما أنها تؤرق الأعداء فأنها تؤرق طرفا أخر، هم المحرشون ، فهؤلاء كانت لهم سابقة في تحريش أمريكا وروسيا على إدلب لتواجد فصيل هيئة تحرير الشام فيها، وأولهم محمد علوش الذي كان يغازل روسيا لمصلحة فصائلية ولكن المصلحة انتهت بعد فشل مغازلته للروس، ومع سقوط الغوطة وخروج جيش الإسلام انتهى دوره هنا وقدم استقالته … وأمر التحريش ليس مقتصرا على محمد علوش وسمير كعكة -شرعي جيش الإسلام- فهناك سوريون بالخارج مع أهليهم يقومون بهذا الدور في وسائل التواصل الاجتماعي وهم لهم ثقل اجتماعي وحزبي في سوريا منهم جاجة وشريفة وديرانية وغيرهم الكثير ويساندهم في التحريش منظرون عرب يجتمعون معهم فكريا وحزبيا ولا أشك أن من هؤلاء أو من يندس بينهم ينفذ أجندات خارجية.. المحرشون هؤلاء بعضهم لديه مصلحة مستقلبة في المشاركة بحكومة سواء يرأسها بشار أو ممن تختاره روسيا وأمريكا وقد تعطلها الفصائل المجاهدة، والبعض الآخر مجرد أحقاد وحسد ولسان حالهم: (سلموا كما سلمنا) وهذا نفس عربي برز مؤخرا في العالم العربي.. ولمن يستغرب ذكري للأسماء صراحةً أقول له: عند الدماء وأشلاء الأطفال وجثث حرائر سوريا تسقط الأسماء وإن كانت رنانة.

****

الوضع الآن لا يحتمل التأخير ، فكل فصيل وقائد وكل من كان له خلاف مع هيئة تحرير الشام أو فصيل أخر عليهم التوحد الآن وبسرعة ، وعلى هيئة تحرير الشام أيضا أن تبادر بمد الأيادي للمصافحة والمصالحة والتسامي على الخلاف والجراح، والأهم هو أن تتوحد هيئة تحرير الشام وجيش سوريا، فهما الأكثر عددا ثم تتوحد معهم بقية الفصائل.. ومن وجهة نظري أن لا يستلما الاثنان قيادة هذا الجيش المتوحد، بل تترك القيادة لثلاثة رجال من الجيش الحر نحسبهم والله حسيبهم أنهم الأكفأ في القيادة وأن الغرب ومن تبعهم من عملاء العرب لن يجدوا حجة في تشويه صورتهم والتشنيع عليهم كما أن المحرش أيضا سيعجز لأنه يدندن على ما يدندن عليه الغرب… والرجال هؤلاء هم،، 1-العقيد رياض الأسعد الذي تعرض لمحاولة اغتيال لعدم انصياعه للأجندات … 2- العقيد عبدالحميد زكريا الذي كان الغطاء الإعلامي للثورة في الجزيرة وغيرها وحورب مؤخرا من المحرشين وغيرهم أيضا لرفضه الانصياع -والعقيد عبدالحميد هو الذي يستحق تمثيل المعارضة في المفاوضات لأنه سيفاوض عن قوة وليس كالدمى التي تتواجد في الاستانا حالها كحال الأثاث الموجود في القاعة… 3- الرائد جميل الصالح قائد جيش العزة، أسد من أسود الثورة -كما نحسبه- فهو وجيش العزة القليل العدد والعتاد، يقفان موقف الجيوش الكبيرة العدد في هذه الثورة ، بل أرى أن جيش العزة -حاليا- هو العضو الوحيد الحي في جسد الجيش الحر الذي أصبح جثة هامدة … هؤلاء الأبطال الثلاثة يجب أن يعودوا لمراكزهم سواء في ساحة القتال أو في المفاوضات -التي تأتي بعد قوة وليس ضعف- ، ويكون جيش سوريا وهيئة تحرير الشام سندا لهم لقوتهما وبسالتهما وكثرة عددهم في قتال الأعداء وعونا لهؤلاء القادة وللجيش الحر -إذا عاد من جديد- أو تحت أي مسمى أخر.

نقطة مهمة:

هذا ما أراه وقد تكون وجهة النظر خاطئة لكن كتبتها كعربي ومسلم متابع للثورة السورية ومهتم لأمر المستضعفين وحزين للهولوكوست والإبادة التاريخية التي يتعرض لها الشعب السوري وحزين أكثر لحرائر سوريا وبعضهن فتيات صغار يخرجن جثة قتلت تحت التعذيب… إذا لم تجمع تلك الدماء الفصائل والمعارضة وتجعلهم يتسامون على خلافاتهم فلا خير فيهم … وكذلك الفصائل المجاهدة، نقول لهم: الجهاد قتال وسياسة، وأرجعوا لسيرة الرسول ﷺ والصحابة رضوان الله عليهم … ونسأل الله النصرة لثورة وشعب سوريا ولكل مسلم مستضعف في بقاع الأرض .. والله ولي التوفيق.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق