عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

عملية جراحية شاملة

عندما يتعرض الإنسان لأمراض مستعصية قد تُوْدي بحياته لا يكون أمام الطبيب صاحب الخبرة الطويلة سوى التدخل الجراحي لاستئصال الورم الفاسد أو البتر الكامل للعضو الفاسد، فالجراح المتميز لا يعتمد على إبر التخدير أو المسكنات لأنها إذا أُعطيت لفترةٍ طويلة تؤدي إلى نتائج غير محمودة تزيد الأمر سوءاً .
كذلك الحال مع كويتنا الغالية فهي كالمريض الذي تمكن منه المرض ولم تعد إبر التخدير أو المسكنات التي تصرفها حكومة الفساد تُجدي نفعاً معه فالبلد يحتاج عملية جراحية عاجلة وشاملة لاستئصال الأورام المتضخمة والفاسدة.
ومع اقتراب دور الإنعقاد لمجلس الأمة والمتوقع أن يكون في ٣٠ أكتوبر الجاري نجد الحكومة تُسارع لصرف إبر التخدير بمعايير متفاوتة حسب الحالة أملاً منها في رفع الضغط الشعبي عنها لاعتقادها أن هذه الإبر هي الحل لتهدئة النواب الشرفاء وخداعهم مع الشعب المخلص وصرفهم عن المطالبة بإقرار قانون العفو الشامل.
يتفق الكثير من أبناء الشعب الكويتي أن هذه الإبر المخدرة ليست العلاج الشافي والمعافي لتنقية الأجواء وتصفية النفوس خاصةً وسط هذه الظروف الإقليمية المتوترة، وإنما العلاج يكمن في إقرار قانون العفو الشامل عن أبطال مخلصين جريمتهم الوحيدة هي حُب الكويت والمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد الناخر في جسد الوطن وكان مصيرهم التهجير أو السجن في حين يرون المسؤول عن هذا الفساد تُفتّح له الأبواب ويُغدق عليه بالعطايا والهبات من أموال الشعب، لذا يُعتبر اقرار هذا القانون بداية لتصحيح المسار وبتر كل عضوٍ فاسد في جسد الوطن ليستطيع الوقوف على قدميه مرةً أخرى ويرجع كما كان مُفعماً بالشباب والحيوية.

عبدالله المسفر العدواني