كتاب سبر

الكويت فوق الجميع

احيانا يؤلمك ان تبدأ بالتذمر والتشاؤم وانت من تطالب الناس بالتفاؤل والايجابية وان القادم اجمل. ولكن رغم ذلك لازلت مؤمنا ان هناك بالوقت متسع وان القادم اجمل بإذن الله يا وطني
لن استثني احدا سوى سمو الامير الغالي حفظه الله وولي العهد الحبيب حفظه الله فهم الرمز والنبراس لنا اطال الله بأعمارهم وأحسن خاتمتهم اما ما دون ذلك فكلنا تحت ظل الكويت ليس فينا كبير ولا صغير وكلنا نعمل لخدمة هذا الوطن الغالي فأستسمح الجميع بعد ان ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وبعد ان رأينا المعاناة التي عاشها المواطنين في ظل تخبط حكومي واضح وغفوة مجلس صامت لم نثق به في يوم من الأيام لسوء ادءه وتواطؤه في الكثير من المواقف
نعم لم نعد نؤمن بالديمقراطية التي نمارسها بالكذب. ولم نعد مؤتمنين على بلادنا ممن يفترض انهم يمثلوننا تحت قبة البرلمان بعد ان باعونا الوهم.
اعتقد بأننا وصلنا مرحلة خطيرة جدا لم يعد ينفع معها العلاج بعد ان وصل الفساد الى العظم وبعد ان كنّا نظن ان ما نراه ونسمعه لا يتعدى عدة أشخاص فاحت رائحتهم
ولكن ان يكون الفساد جملة وثقافة عامة في هذا البلد فهنا تكمن الخطورة وهنا يجب ان يعلق الجرس ويصحي الغافلون من العقلاء وبعض من تبقي من الشرفاء في المناصب التنفيذيه في الدولة فسكوتهم ودفء الكرسي سيكون وبالا عليهم ان لم يبادروا ويصححوا مسارات وزاراتهم واداراتهم وكبح كل من تسول له نفسه ويحتمي بنوعيه فاسده من المستشارين جماعة بص حضرتك لتفصيل ما يريد ووقت ما يريد.
ان يستشري الفساد ونحن نرى رموزه شاهر ظاهر في وضح النهار بل يتفاخرون بفسادهم امام الناس بلا حياء من الله ولا من خلقه. هنا يجب ان نقف لنبحث عن النجاة قبل ان يغرق المركب بمن فيه.

الفساد ليس وهما او قضية نختلقها فالكل اصبح يعاني منها والحديث عن مشاريع الصحة المتعطلة والمطارات والملاعب والوزارات المتهالكة والجامعات المتوقفة والشباب الباحث عن عمل والعطالة والشوارع المكسرة والمخدرات ووووووو والقائمة تطول ولن افندها فنحن نقرأ ونسمع ونرى كل هذه المأسي يوميا وحكومتنا عايشة في برج عاجي وكله تمام يا رئيس
فما يقدم من تقارير لسمو الرئيس يوميا أشك في صدقها وصحتها ونزاهتها ايضا وإلا أين الحلول لكل ما نحن فيه وأين المحاسبة؟!
غرقت البلاد وتضرر العباد وتهشمت السيارات وانسلخ ازفلت الطرق وخرت مباني الحكومة ونحن لا زلنا نتساءل من وراء هذا الفساد. أليس هناك رجل رشيد يسمي الأمور بمسمياتها. ام اصبح التاجر هو المسيطر ومن يدير الدفة في البلاد. بالامس القريب ضجت البلاد بالفساد الذي طال الهرم الأمني وهو من يفترض ان يكون الملجأ لنا بعد الله وغرق الكثير من القيادات والرؤوس الكبيرة في وحله بعد ان كنّا نظن بهم الخير. وهذا قيض من فيض فَلَو لم يرى هؤلاء الفساد فيمن سبقهم لما تجرأوا ان يخوضوا بوحله مع الخائضين..
كفانا كذباً وخداعا  لانفسنا بأننا نملك مجلس يراقب ويشرع ويحاسب ويتابع فقد كفرنا بديمقراطية مزيفة ومخادعة لم تأتي الا بزوير وعوير واللي كنّا نظن به خير.
غفينا لسنوات لنجد أنفسنا امام الشهادات المزورة والتي أخذت طريقها بالحيلة والخداع لتستولي على اغلب المناصب المهمة وهذه هي النتيجه خراب ودمار لكل ما تعبنا على بناءه وبالأخير لم نجد سوى متهم واحد.
تم التلاعب بملفات الجنسية وقبض من قبض ولم يحاسب احد حتي ضاعت الهوية من سنوات ولم نرى متهما.

وانني ويشهد الله أتألم كما يتألم الكثير من الشرفاء واناشد العقلاء وأهل الصلاح ومحبي الكويت للبحث عن مخرج ومساعدة السلطة في الخروج من هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه بتشكيل لجنة محترمة ليس لها مصالح ذاتية ضيقة لعقد مؤتمر عام لعودة المسار الذي انحرفت عنه البلاد وعمل مصالحة شاملة وعفو عام عن كل المواطنين وحل هذا المجلس الذي دمر البلاد وترتيب كل الأمور التي من الممكن ان يعاد ترتيبها قبل ان يضيع وطننا كما ضاع من قبل لولا رحمة الله بنا

وأخيرا ادعوا الله ان يحفظ الكويت واهلها من كل فاسد شرير ويديم عليها نعمة الأمن والامان

سلطان المهنا العدواني