آراؤهم

الصعود إلى الهاوية

قد يستغرب البعض من العنوان ، كيف يكون صعودا وفي نفس الوقت إلى هاوية ، فهما النقيضان لبعضهما ، واللذان لا يجتمعان مع بعضهما البعض ، وعندما يجتمعان فإن المستحيل قد تحقق ، ولكن ما يجعلنا نؤمن بأن المستحيل قد تحقق ، والنقيضان قد التقيا على نفس الطريق ، هو ما نشاهده اليوم ونصادفهم بشكل دائم في يوميات حياتنا ، ولك أن تقيس عزيزي القارئ ما أقوله من الشواهد التي لا تعد ولا تحصى

فعندما تكثر المساجد في بنيانها ويقل عدد المصلين فإنه يكون صعودا في البنيان ونزولا إلى هاوية الظلال ،،

عندما تكثر المدارس ويقل المتميزون في تعليمهم ، فهنا يكون صعودا إلى الهاوية

عندما يكثر الذكور ويقل بينهم عدد الرجال فهنا أيضا يكون صعودا إلى هاوية

عندما تكثر الأصوات المنادية للصحوة وتكثر المحاضرات الدينية ونجد أن القيم المجتمعية قد نسفت والأخلاق اندثرت ، فهنا يكون صعودا إلى الهاوية،،،

عندما يزداد عدد أفراد الأسرة وتكثر أنسالهم ، ونجد أنهم تحت سقف واحد ولا يعرف أحدهم ما هو حال والديه ولا يعلم حجم الرضى في صدر أخيه وكيف نامت زوجته وأخته ، فهنا يكون صعودا إلى الهاوية ،
كثرت الأموال وارتفع عدد أدوات الترفيه في حياتنا ، ومع ذلك جميعنا نعاني من ضيق الحال وهذا دليل آخر على صعودنا إلى الهاوية ،،،

مؤشرات كثيرة ودلائل أكثر تعزز يقيني بأننا في مجتمعنا المسلم نعيش في مرحلة تحقق المستحيل ، مرحلة الصعود إلى الهاوية ، لذلك يجب أن نتفكر وأن ندرك حجم الهاوية التي نحن سائرون إليها وما هو سببها ،،،

قال تعالى 🙁 وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )

نعم ، هنا السر وهنا يكون الجواب ، هنا تكون أسباب صعودنا إلى الهاوية ، مهما كثرت بين أيادينا ميسرات الحياة ، إن لم نعززها بذكر الله فإن حياتنا لن يكون بها أي نجاح أو تقدم ، سوى اتجاه واحد ،، الهاوية.

صالح الرحمي