كتاب سبر

وليد الجري.. الغائب الحاضر

في ظل هذه الأوضاع السياسية الكئيبة، وتحول البعض من أعضاء مجلس الأمة إلى مجرد عمالة في شركة مشتركة -تجارية حكومية-، هنا نفتقد النائب السابق وليد الجري الذي أصبح رمزاً منذ دخوله قاعة عبدالله السالم، والذي افتخر به أهل الكويت عامة وأهالي محافظة الأحمدي خاصة .. أنه النائب وليد الجري أحد الفرسان القلة في محافظة الأحمدي، وأحد الذين أدخلوا المحافظة “فعلياً” في المعترك السياسي بعدما كانت مقتصرة على تخليص المعاملات ودعم القرارات الحكومية فقط .. وقد ختمها أبو خالد بتاريخ مشرف يخجل منه كل متخاذل مرتش.

نكتب هذه الكلمات بعدما رأينا وليد الجري في مقابلة على قناة اليوم -قبل إغلاقها- من خلال اليوتيوب مع الإعلامي محمد الوشيحي. رأيناه وهو يتحدث ويخوض في الشأن السياسي الذي أصبح ملوثاً لكثرة الفساد الذي أصاب البلد بالعلل وأوهنها وشلّ حركتها ومسح من مخيلتنا ذاكرة الماضي الجميل التي كانت فيه الكويت تسمى بعروس الخليج.. ففي هذا اللقاء كان وليد الجري كما عهدناه يتحدث بقسوة وغلظة من خلال شخصيته المعارضة للفساد، وقي نفس الوقت يتحدث بشخصيته الوطنية المحبة للكويت والناصح الأمين للأسرة الحاكمة والتي أسماها بأسرة العز، ودليل نصحه قوله “بأن محبة الكويتيين لحكامهم نعمة وقيمة يجب أن تعظم .. فيما غيرنا يدفع الملايين لإيجادها”.

حاليا ووسط هذا العهد السياسي الذي انتشر فيه الفساد، نفتقد لنواب على قدر من المسؤولية في تحمل أمانة أوكلها لهم الناخب وهو مغمض عينيه، وهنا تذكرنا الحاضر الغائب وليد الجري الذي كان يفتح باب المحاسبة على مصراعيه لكل مخطئ مهما ارتفع منصبه وعلا شأنه كائنا من كان.. شعرنا بغياب وليد الجري عن المشهد السياسي بعدما سقطت الكثير من الأقنعة .. نفتقدك جدا وفي نفس الوقت نحترم قرارك في اعتزال المشهد السياسي، فقد أديت ما عليك عندما كنت نائبا للأمة، وحفظت الأمانة التي كانت في عنقك بكل إخلاص… فإن كنت يا أبا خالد غائبا عن المشهد السياسي، فأنت دائم الحضور في أذهاننا.

سلطان بن خميّس