كتاب سبر

القطيع العربي.. بين الراعي الصهيوني والصفوي

الخليجيون والعرب، من اليوم أشبه بقطعان من الغنم مذعورة وهاربة على الدوام. فهي تهرب من أنياب الذئب الصفوي لتسلّم نفسها طواعية لأنياب الذئب الصهيوني !! .. ناهيك عن القطعان العربية الشاردة هنا وهناك. قطيع منها محتجز في “الشبك” الصهيوني حاليا، وقطيع مازال محتجزا في “الشبك” الصفوي !

في مؤتمر وارسو كان هناك تسويق أمريكي علني لراعٍ صهيوني جديد في المنطقة يقود القطيع العربي المذعور بحجة حمايته من الخطر الصفوي، وقد تم الترتيب للمؤتمر بدقة بهدف تنشيط الفوبيا لدى العرب.. ويبدو أن الاعتماد الأمريكي على الراعي الصفوي في السابق لم يعد يجدي نفعا وخصوصا مع رئاسة ترامب لأمريكا وهذا الأخير أرعن أهوج ومدلل يظن أن العالم من حوله لعبة بين يديه، كما أنه خالف اللياقة واللباقة للرؤساء الأمريكيين الذين هم من قبله في ابتزازهم للعرب بذوق و “اتيكيت”، فالأخير يبتزهم ويمنّ عليهم بابتزازه لهم وبكل صفاقة، ويأمرهم للانصياع له أمام الملأ في وسائل الإعلام! .. والملاحظ أن هناك انسياق تام وقبول من القطيع العربي لذلك الراعي الجديد الذي فرضه عليهم ترامب كما فرض على العالم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل! .. ويبدو أن مؤتمر وارسو هذا ، ما هو إلّا مانشيت عريض لصفقة القرن.!

حاليا، في انتظار بوتين ومؤتمر مضاد لمؤتمر وارسو مختص بالتسويق لإيران بأنها الراعي الوحيد في المنطقة ولا يمكن لقطعان المنطقة الاعتماد على راعٍ غيرها.. وبوادر المؤتمر تلمح لدخول تركيا كقوة وليس كجزء من القطيع، مع العلم أن تركيا كانت حليفة قوية للعرب لكنهم ضحوا بها لأجل إرضاء أمريكا وإسرائيل -وكيف للقطيع أن يفكر- وبحماقتهم هذه قد يخلقون ذئبا أخر في المنطقة يرعبهم، وفي النهاية يخضع القطيع كالعادة للمسيطر في المنطقة !.

الشبك = حظيرة

سلطان بن خميّس