كتاب سبر

مشعل النامي وخطّاب.. “ويا دنيا من أنتي له”!

جزى الله البحرين كل خير ** عرفتني بالناس وأنا المجهول !

مع الاعتذار للامام والشاعر الشافعي، لكن أظن أن هذا كان لسان حال مشعل النامي.. صحفي ظهر على غفلة من الزمن يمتطي حصانه الأبيض محاربا الطواحين في كل مكان ومنافسا بهذا “دون كيشوت”، ففي أزمة البحرين كان أول ظهور مشعل النامي على شاشة تلفزيون البحرين فأصبح فجأة أسدا للسنة، ثم تلتها القنوات الإسلامية في استضافته والتي أيضا ساهمت في شهرته -وتَنكّر لاحقا لإحداها-.

ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن تخبطات مشعل النامي الكثيرة لأن هذا يحتاج لعشرات المجلدات ولا أظنها تكفي.. لكننا سنتحدث عن لقاء مشعل النامي على قناة روتانا خليجية مع المديفر، ومع أول سؤال من المديفر عرف الجميع مستوى تفكير النامي، والنامي نفسه يعلم أنه لا يملك الأسلوب والحوار والمعلومات التي تؤهله لأخذ لقاء معه ولكنه يعتمد على مجموعة من البسطاء في دول الخليج تسيطر عليهم الفوبيا ليكونوا غطاء له في ترقيع تخبطاته، فجعل كل تركيزه عليهم في هذا اللقاء.. مع أن في هذا اللقاء كان مشعل النامي متوترا حتى أن الحروف التي تخرج من فمه بدأت تتصادم في بعضها البعض في محاولة منه لإيصال معلومة ولكن المعلومة تخرج من فمه ميتة من الضحك قبل أن تكون ميتة من كمية التدليس فيها !.

طبعا اللقاء تضمن مغلوطات كثيرة، ولكننا هنا سنتحدث فقط عن نصيحته الثمينة للمجتمع السعودي عن مضار الابتعاث. فقد ذكر النامي أن خطورة الابتعاث تكمن في الأفكار الهدامة التي يحشوها الخارج في عقول هؤلاء المبتعثين ومثال على ذلك المجاهد خطّاب وأسامة بن لادن !!.. والمصيبة أن لا خطّاب ولا أسامة تم ابتعاثهم للخارج، والمصيبة الأكبر لو افترضنا جدلا صحة كلام النامي عن خطّاب وأسامة، فهل الغرب هو من أدخل في رأس خطاب وأسامة الجهاد ضد الغرب أنفسهم ؟!.

وما يحزننا هنا أن محاولة خداع الاخرين وصل إلى أن من أجمع أغلب العرب والمسلمين على حبه واحترامه وهو المجاهد والشهيد البطل خطّاب، أصبح اليوم مضرب للأمثلة السيئة يستخدمها النامي لعرض نفسه أمام المعازيب -كما ذكر المعازيب بنفسه في اللقاء- .. وإن لم نستغرب عدم قدرة مشعل النامي على نطق اسم خطّاب لولا مساعدة المديفر له، فعِظَم الاسم أثقل لسانه عن النطق به … فيا عجبا لمن كان دوره في المجتمع مشابه لدور “دون كيشوت” الذي يحارب الطواحين ظنا منه أنها وحوشا تريد أكله، أصبح اليوم يدلس على بطل ومجاهد قتل شهيدا على يد العدو !!.. لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا مشعل، ولم أجد لمرتقاك هذا وصفا يليق به إلا في مقولة عامية وهي: (يا دنيا من أنتي له) ؟!

سلطان بن خميّس