آراؤهم

تحديات الواقع العربي

في البداية أحببت أن أقول شيء للقارئ ألا وهو بأن لاشيء أثمن من الكرامة و أن لاقيمة للإنسان دون كرامة و حرية ، ولو كان لدى الشعوب المظلومة القليل من الكرامة لما بات الظلم و الظالم المستبد ليلة في أوطانهم!.

مؤسف جداً ماتمر به الأمة العربية اليوم من حالة الفقر و الجهل و التشرد و انعدام الحريات و سلب للحقوق ومزيد من الحروب و التفكك و الدمار ، اليوم نحن كشعوب عربية يجب علينا البدء بالنهوض بـ بناء الفرد العربي بمشروع قومي عربي حديث عابر للأديان و المذاهب و العشائر يستطيع الدفاع عن الأمة من المحيط الى الخليج دون استثناء او تمييز … مشروع ينتشل الأمة من القاع ، القاع الذي سقطنا فيه بسبب التدخلات الخارجية بأوطاننا ، بسبب الحكومات الضعيفة الغير مسؤولة التي صادرت حرياتنا و هضمت حقوقنا ، بسبب الفتاوى التي دمرتنا و دمرت اوطاننا وجعلتنا نتصارع فيما بيننا خلفت الكثير من الأرواح.

اليوم المسؤولية تقع على عاتق صاحب القرار فهو يملك تغيير واقع الأمة من خلال الدفع بالتعليم كشرط اجباري على كل مواطن و بفتح المجال للمواطنين بالتعبير عن آراءهم و غضبهم أيضاً و بإعطاء المزيد من الحريات العامة و الخاصة و بأشراك الشعوب بصنع درجة أعلى من صنع القرار مع تمثيل حقيقي في برلمانات تمتلك أدوات كثيرة وواسعة بالمحاسبة و المراقبة.

أيضاً الأسرة لديها مسؤولية من خلال تغيير طريقتها التقليدية بتربية الأجيال الجديدة من خلال إعطاء مساحة من الحرية للأبناء بنقد واقعهم و بإعطائهم الثقة للعمل و الإبداع دون قتل لطموحهم و أحلامهم بحجة العادات و التقاليد فالأسرة هي الحاضنة الأولى لإنتاج فرد عربي حر و مسؤول يستطيع إنتشال الأمة و مواجهة المخاطر التي يكيد لنا فيها الأعداء.

في ظل نومنا العميق تحاك المؤامرات على هذه الأمة حيث يسعى الرئيس المتطرف دونالد ترامب الى توزيع الأراضي العربية بشكل وقح كأنها ملك خاص له فبعد دعواته الوقحة لتحويل القدس عاصمة للكيان الصهيوني يسعى جاهداً إلى اقتطاع الجولان لصالح هذا الكيان الغاصب المزروع في وطننا.

فلسطين المحتلة هي السد المنيع لمحاولات هؤلاء المجرمين من التوسع و لسوء الحظ أن فلسطين و شعبنا العربي هناك يدافع عن الأراضي العربية و يقدم لها الغالي و النفيس مع الدفاع نيابة عن هذه الأمة في ظل تخاذلنا أتجاهههم ، تتقدم الولايات المتحدة بشكل سافر على الأراضي العربية و تنسبها للكيان الصهيوني ملبية الطموح الأكبر و الحلم التوسعي الكبير لهذا الكيان الإرهابي بينما نحن جالسين نتفرج أو مشغولين في توافه الأمور.

الحالة الانهزامية و التخبط الواضع الذي يعيشه الفرد العربي أضعف دورنا تجاه فلسطين المحتلة فاليوم الجهود و القوة العربية موجة ضد أشقائنا العرب بشكل غبي و ساذج حتى جعلتنا نعيش أسوء مراحلنا و أكثرها تفكك حيث : قطر محاصرة ، واليمن تُضرب ، و سوريا كحلبة المصارعة الدولية ، و مصر تم تحجيم دورها ، و ليبيا سقطتا بمستنقع العشائر ، و الجزائر حالة من الغليان و التذبذب وبعد كل هذه النماذج في المقابل هناك من يعمل على قدم و ساق في منطقتنا العربية لإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني و توسيعها بحجة السلام!.

أخيراً … الشعوب العربية هي من يجب أن تقرر واقعها فإما حياة تسر الصديق و إما ممات يغيض العدو.

عبدالله المانع