كتاب سبر

عاصفة الحزم .. وخيال المآتة

(هذا المقال نشر في شهر 7 / 2015 … ونعيد نشره للفائدة)

كاد اليمن أن يعود سعيدًا كما كان في السابق قبل تحالف الأفاعي (الرئيس المخلوع والمحروق علي عبدالله صالح وجيشه) والعقارب (الحوثي أحد أذرعة إيران التي تمتد في العالم العربي والإسلامي)… وقد جاءت عاصفة الحزم التي لاقت استحسانًا شعبيًا عربيًا وإسلاميًا لتفكيك هذا التحالف بين الأفاعي والعقارب ويساندها في ذلك تشكيل صغير يسمى باللجان الشعبية في بعض المدن في اليمن … ومع ذلك لم تؤتِ عاصفة الحزم أوكلها، ولم يتوسع هذا التشكيل الصغير ويتحول من لجان شعبية إلى مقاومة شعبية يعم صداها اليمن كله !!.

فالواقع اليمني يؤكد على عدم وجود توحد شعبي ضد الحوثي وميليشيات علي صالح كما أوهمنا الإعلام العربي… فطائرات التحالف كانت ترمي المنشورات على مدينة تعز تقول فيها: (نحن معكم ضد التوسع الصفوي) … وهنا كنا نتساءل، موجهة لمن تلك المنشورات وتخاطب من ؟!. أليست المدن اليمنية وسكانها جميعهم ضد الحوثي وجيش علي صالح كما يقول الإعلام العربي ويكررها ؟!!… وبعدها يصيح من بعيد صحفي يمني قائلا: (اوقفوا الدعم عن بعض مشايخ القبائل الخونة، فهؤلاء المشايخ يأخذون الدعم من هنا ويتجاهلون تقدم الحوثي وجيش صالح مع ابتسامة خفيفة متبوعة بعلامة النصر من بعيد) !!.

فمن الطبيعي أن تكون النتيجة في اليمن هو الفشل الذريع في القضاء على الحوثي والشل من حركته … فلن يكون هناك حل إلا من خلال تجمع شعبي شمالي وجنوبي يعقد الآمال على رئيس قوي الشخصية يوحدهم ، وليس خيال مآتة كعبد ربه هادي الضعيف الذي لايحظى بقبول شعبي ويعجز حتى عن قول بعض الكلمات يُقنع بها الشعب اليمني فيلتف حوله… فكان من الأجدر اجتماع القوى اليمنية على قائد في هذه المرحلة الحرجة له قبول بين الأوساط اليمنية وبتفاهم مع المملكة حتى يصبح ركنًا أساسيًا يساعد في تحقيق أهداف عاصفة الحزم ويوسع من دائرة اللجان الشعبية، فتصبح مقاومة تضم جميع المدن اليمنية.

سلطان بن خميّس