آراؤهم

“في عهدكم أُهين المعلم

بعد أن كان يسمى بال”المربي الفاضل” وبعد زمن “حامل الرسالة ” ومرورا بالأيام التي كان يطلق عليه مسمى “مربي الأجيال” أصبح اليوم “موظف” وصاحب الحرفة ونزولا في مكانته المبجلة ليصل إلى “المتهم” والمجرم أحيانا ؟؟!!
ما هي التهمة !!
وما هو الذنب الذي من اجله تناقلت معظم وسائل الإعلام خبر ” المعلمة ” المتهمة ”

(معلمة تعتدي بالضرب على طالبة) وبعد البحث تتبين القصة بأن الطالبة طفلة في المرحلة الابتدائية والمعلمة مديرة مساعدة أي بمرتبة إشرافية ذات سنوات خبرة طويلة، ولو بحثنا بالقصة أكثر لوجدناها حكاية مثلها مثل جميع الحكايات والمواقف التي لطالما مرت بنا أيام الدراسة والتي كانت سببا بأن خلقت جيلا يحمل المسؤولية وعلى قدر كبير من العلم والمعرفة والقيادة.
اليوم كثير من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تناقلت الخبر وقامت بعرضه بأسلوب وطريقة وكأنها تقول بأن المعلمة ارتكبت جريمة قتل وراح ضحيتها العشرات وبإحالتها للقضاء العادل الذي سوف يقتص منها الحق وتأخذ جزائها بما فعلته !!!

وهنا أتساءل بصفتي ولي أمر، هل أصبح قيام المربي والمعلم بدوره في التوجيه والتأديب أحيانا (إذا دعت الحاجة) أصبح جرما مشهودا يتباشره المجتمع بفرحة القصاص !!!
الم نفكر ما هو أثر مثل هذه الأخبار في نفوس باقي المعلمين عندما يروون أن محاولة إصلاح وتقويم الطالب أصبحت جريمة أخلاقية ومجتمعية ؟؟!!
خصوصا ونحن نعلم علم اليقين بأن الطالب لا يضرب بالطريقة التي روج لها الإعلام أو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي.

جميعا نرفض العنف والضرب ولكن في بعض الأحيان نحتاج إلى الشدة لفرض القيم وتقويم السلوكيات الخاطئة على بعض الطلبة، وجميعنا يعلم ما هو ماضينا مع معلمينا في هذا الجانب وما هي كلمة أولياء الأمر للمعلم في حينها،،،
لننظر ما هي مخرجات المعلم في السابق وما هو حال المخرجات في هذا الزمان !!!

نطالب بمستوى عالي من التعليم ونهاجم المعلمين بسبب تدني أدائهم المهني ولا نعلم بأن ولي الأمر هو السبب الرئيسي والشريك الذهبي في تدني المستوى التربوي والتعليمي للطالب..

هل يأمن المعلم أن يؤدي رسالته بكل أخلاص ومهنية بعد هذا الهجوم لسبب اقل ما يقال عنه ” بسيط “!!
وهل سوف نجد من المعلمين من سوف يخاطر بنفسه كي يكون الطالب ذو أخلاق وتربية بعد كل ما سبق !!!

هل يعلم ولي أمر الطالب أن شريحة كبيره من المعلمين أصبحوا يتحاشون التفاني الزائد في إيصال المعلومة للطالب بسببه وبسبب التعامل السلبي والفهم الخاطئ لقيمة ومكانة المعلم !!!

رسالة إلى مسئولين وزارة التربية ، في عهدكم ومنذ عشرات السنين، هبطت قيمة المعلم لدى المجتمع، وفي زمنكم زاد التطاول على مكانة المعلم، لذلك يجب أن تكون لكم وقفة جادة ونهضة حاسمة في إعادة شأن المعلم إلى ما كان عليه في السابق والوقوف وقفة صادقة وعدم دفن الرؤوس في التراب خوفا من ردود الفعل فمكانة مربي الأجيال في هي بداية النجاح التعليمي.

صالح الرحمي
@altayar11

2 تعليقات

  • سيدي الفاضل مع كامل احترامي لوجهة نظرك الا اني اخالفك الرأي
    لسبب وجيه جدا وهو ان كل معلم يجب ان يقتدي بالمعلم الاسمى مكانة لدينا الا وهو النبي محمد عليه افضل الصلاة والتسليم
    وهل تجد في سيرة هذا النبي اي عنف او شدة لاي سبب كان
    ام ان الله قال فيه ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) ال عمران
    وهو هنا يبين ان النبي كان ليناً رقيق القلب
    الا تجد معي ان نبينا لم يكن شديداً في اي مسلك
    بل وفوق هذا لم يكن خلقه فظاً بل لم يكن غليظ القلب
    الا تظن ان المعلم يجب ان يتصف بما اتصف به نبينا من خلق وهو الذي وصانا باتباع سنتة
    ان كان المعلم يتجاهل سنة النبي ولا يعمل بها
    هل تطلب اذاً من عامة الناس اتباعها !؟
    سيدي
    اظن بل واجزم ان المعلم حتى يحصل على مكانته كمربي فاضل فانما يكون ذلك بعمله وسيرته وليس تمجيدا فقط من المجتمع لانه معلم
    فان لم يكن اهلاً لمهنة التعليم بالصبر وحسن الخلق ورقة القلب على المتعلمين فليس مكانه محراب التعليم

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على ميزي الشمري إلغاء الرد