كتاب سبر

دولة الخلافة الأمريكية الغربية

قديمًا وقف العرب بكل سذاجة مع الغرب في حربهم على الدولة العثمانية في سبيل إسقاطها .. وكان لهم ذلك ، ولكن الفاتورة كانت باهضة الثمن .. فقد ذهبت فلسطين لليهود ومعها شهادة صك من الأمم المتحدة زائد حكم كامل لاتاتورك العلماني العنصري على تركيا فقط بعدما كانت دولة إسلامية تستحوذ على جزء كبير من الكرة الارضية.. وبعدها صفع الغرب العرب على قفاهم بعد أن مزقوهم لدويلات صغيرة وبعد أن بتروا جزء مهم من جسدهم وهي فلسطين.. وصُفعوا مرة أخرى من أتاتورك بعدما نبذ لغتهم العربية وهي لغة القرآن، وقال لهم: لن ترفع الصلاة بالعربية.!!

وهاهم الآن العرب، يدخلون في منظومة جديدة وخلافة جديدة على ركام الدولة العثمانية المغدورة ، وهي الخلافة الأمريكية الغربية، التي رتبت الشأن العربي دولاً وشعوباً، كُلّ على حسب خنوعه، وعلى حسب مستوى درجة الخيانة.. بينما رفعت السوط على قلّة من العرب الذين يحاولون -مجرد المحاولة- رفع رؤوسهم نحو المجد ، فغمست رؤوسهم في الطين وأقفلت عليهم باب الحظيرة ، ووكلت أمرهم لكبار ساكني الحظيرة من حكومات عربية وتيارات علمانية وليبرالية حتى يكونوا رقباء على سكان الحظيرة والإبلاغ عن كل من يتجرأ ويطالب بعودة المجد للعرب والإسلام، ووظيفة الإبلاغ وُكلت كالعادة إلى غلاة الطاعة والتبديع أو بمعنى أصح المطايا التي تستغلها الحكومات الجائرة، والعلمانية، والغرب، وكل من هبّ ودبّ، لنقل الرعب إلى القلوب التي تفكر في البحث عن ذاتها العربية المسلمة ، وهنا تنشغل في خوفها، فلا تُفكر في ماضيها المشرّف إبان حكم دول إسلامية مجيدة كالخلافة الراشدة ، والأموية، والعباسية وغيرها من الدول الإسلامية.

طغاة عرب، سعداء بالحكم في ظل الخلافة الأمريكية الغربية.. والعلمانية العربية، تعشق السادية الغربية التي تُمارس ضدها،، بينما غلاة الطاعة ومرجئة العصر ، لا يختلف معهم الوضع كثيراً، فمن يرفع العصا في وجوههم يُصبح حبيبهم المقرب… بينما بعض الشعوب العربية التي لا طموح لها سوى العيش بكرامة وعزة ، تُباع وتُشترى في سوق أمريكا والغرب واليهود وبأسعار زهيدة.!

نقطة مهمة:

الدولة العثمانية ليست ملائكية ولكن بعد سقوطها تم قتل وحرق المسلمين في فلسطين، وأفريقيا الوسطى، وبورما، وأفغانستان.. وهناك المزيد من المآسي.!

سلطان بن خميّس