كتاب سبر

مسلسل العاصوف.. عمل فني أم فرض املاءات؟!

كثر اللغط والجدل على المسلسل السعودي “العاصوف” بجزئيه الأول والثاني. وقد شاهدت المسلسل لأقف على هذا اللغط والجدل، وبعد مشاهدتي للمسلسل اختلط علي الأمر وبدأ التساؤل: هل هذا عمل فني بحت ، أم فرض إملاءات على المجتمع للقبول بوضع جديد وغير مألوف في السعودية ؟!.

ومن وجهة نظري لا أراه عملا فنيا بقدر ما هو افتراءات وتدليس لتشويه الصحوة والالتزام الديني في المجتمع السعودي… بل حتى في التدليس والتشويه لم يفلح المخرج والكاتب والمشرف على العمل الذي هو الفنان ناصر القصبي.. فنجاح أي عمل فني يعتمد على تشكيل آراء متعددة في العمل نفسه بينما في مسلسل العاصوف نراه يشكل الرأي الأوحد فقط ويفرضه على المشاهد أو على المجتمع إن صح التعبير !

في هذا المسلسل ركاكة واضحة في النص والإخراج بغرض التسويق للفكرة بأي شكل من الأشكال، وهذه بحد ذاتها تعتبر جرأة في الاستخفاف بعقول المشاهدين !… عندما تطرق المسلسل لحادثة جهيمان في الحرم رأينا نساء منقبات شاركن جهيمان في تلك الحادثة، مع أن في حادثة جهيمان الشهيرة لم يأت فيها ذكر النساء وهذا همز ولمز وتحريش واضح على النقاب !.. وفي مشهد أخر هناك فتاة شامية تعيش مع شقيقها شيخ الدين المغترب في الرياض و “الاخواني” الفكر والتنظيم كما يصفه المسلسل، وهذه الفتاة عندما جلست مع بنات جيرانها السعوديات كانت تنكر عليهن سماع الموسيقى التي كانت تسيطر على حديثهن وقتها وكانت الدهشة بادية على وجوه السعوديات بعد إنكار الفتاة الشامية عليهن!.. وهناك مشهد أيضا فيه الفتيات يشاهدن صورة لفتاة من العائلة كانت مغتربة مع زوجها المبتعث في أمريكا، تظهر فيها الفتاة وهي لا تلبس العباءة وكاشفة عن شعرها دون حجاب في وسط رحلة ترفيهية جمعت المبتعثين وعوائلهم، فقالت فتاة منهن: “عادي ما تغطون من الرجاجيل” ؟!.

الواضح هنا بأن هناك رسالة أراد القائمون على مسلسل العاصوف إيصالها إلى المجتمع السعودي وهي تنقسم إلى قسمين، القسم الأول: الدعوة للتمرد على التديّن الذي عُرف به المجتمع السعودي بحجة أنها مجرد عادات وتقاليد.. والقسم الثاني: أن الاخوان هم أصل الصحوة وهم السبب في حالة التدين الحاصلة في المجتمع السعودي والتي لم تكن كذلك من قبل !.

وهذه الرسالة بلا شك هي غبية جدا كغباء هذا المسلسل والقائمون عليه، وكأن دعوة الشيخ محمد بن الوهاب لم تمر على السعودية يوما ما، وهي التي كانت منبعها !. وكأن لا وجود لترسبات فكرية من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تسري في المجتمع السعودي جاءت عن طريق علماء ودعاة نقلوها جيل عن جيل إلى يومنا هذا!

سلطان بن خميّس