آراؤهم

“مجتمع بلا حياء”

لست فقيها كي اتحدث بالأحكام الشرعية ، ولست باحثا نفسيا كي أحلل شخصية المجتمع وتحولاته ، كما أنني لست من الحكماء كي أنتقد فعلا أو قولا ،
ولكنها الفطرة البشرية والنزعة الدينية التي تعلمناها منذ الصغر وترعرعت في أذهاننا عن معنى الحياء بين البشر وقيمة وجوده لبناء الأمم ، فأمة بلا حياء كفانوس بلا وقود منظر جميل ومحتوى فارغ ليس له فائدة .
كذلك هو حالنا في هذا الزمن وحال أمتنا التي كانت خير أمة أخرجت للناس ، فقدنا الحياء وفقدنا معه أهم قوائم الأخلاق التي كانت سببا في هدم المجتمع وتحولنا الى مجتمع خاوي بلا هدف أصبحنا كالمسخ الذي لا يعرف له هوية أو انتماء
كنت وانا اقرأ في قصة سيدنا موسي عليه السلام وكيف ضحى بعشر سنين من عمره مهرا لفتاة ، أتسائل كيف يضحي بتلك السنوات لأجل إمرأة من الممكن أن يجد غيرها العشرات ، ولكن بعد فقد الحياء اليوم في مجتمعنا عرفت القيمة الكبيرة التي استبدلها موسى بسنوات عمره عندما قال تعالى ” تمشي على استحياء ” ، ادركت هنا انه دفع مهرا كبيرا مقابل ما هو اعظم وهو الحياء .
ولعلي لا استغرب كثيرا وانا اعلم وارى اننا نعيش في مجتمع اصبحت معاييره متحوله ومتغيره بحسب الهوى والحاجة ، مجتمع حرف الخمر الى شراب ، والميسر الى لعبة حظ ، والزنى علاقة عابره وانتهت ، والامر بالمعروف تشدد والنهي عن المنكر تخلف٠
رسالة الى أصحاب العقول التي لا يزال بها بصيص أمل ، ألا نفقه ونتفكر الى أين نحن ذاهبون !!!
والى أي مصير وهاوية متجهون ؟؟!!
هل عميت قلوبنا مثلما عميت ابصارنا عن معرفة الحق.

صالح الرحمي

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على ياسر جمال إلغاء الرد