آراؤهم

انفصام “شخصية المجتمع”

بحثت كثيرا عن مسمى لعنوان مقالتي ليكون أكثر لطفا من هذا العنوان ، وحاولت جاهدا أن أجمل المجتمع الذي نعيش به ، بوصف اقل حده مما ذكرت ، ولكن ومع طول البحث والانتظار لم أجد وصفا دقيقا مما وصفته به ” مجتمع منفصم الشخصية ” وهو بالفعل مجتمع منفصم يرى الأمور بعكسها ويقيس الأحداث بنظرة ” الانفصام “.
فلو نظرنا إلى السوشال ميديا فنجد الجميع يهاجم الفاشنستات ويصفهم بخراب الأمة وسبب دمار المجتمع ، ومع ذلك نجد أن هؤلاء النجوم يزدادون قوة ومتابعة يوما بعد يوم وخلف كل موقف جارح أو قضية غير أخلاقية قاموا بالترويج لها ، تزداد أعداد متابعيهم أضعاف الأضعاف !!!
إذا من الذي هاجمهم واتهمهم بدمار المجتمع ؟؟؟
ومن الذي يتبعهم ويمجدهم الى أن زادت قوتهم الإعلامية !!!
ونظرة أخرى الى مجموعة ثانية ، عندما نتابع بعض المغردين نجد ان أفراد المجتمع جميعهم مثاليين وصالحين وبرره وأصحاب مكارم بالأخلاق ومنادين بالمحافظة على المال العام وعدم كسر القوانين ،،،،
إذا من هم الحرامية ؟؟ وأين هم المستهترون ، وأين ذهب المرتشون والعاقون أباءهم وأمهاتهم !!!!
مجموعة أخرى من بنات في وسائل الظهور الإعلامي نجد أن الجميع يتحدث بالبساطة وعدم المبالغة بقيمة الأشياء ماديا وجميع البنات محافظات على الصلاة وعدم الظهور بمظهر غير لائق وجميعهن داعيات إلى التسامح والتعامل باحترام مع أم الزوج وغيرها من الصفات الأخلاقية التي لم نسمع عنها إلا في سيرة زوجات الرسل والصحابة ،،،،
وهنا أتساءل أين ذهبت صاحبة الشروط وأم المحاكم في قضايا الطلاق وأين هي “القزيزة” بالأسواق ، وأين اختفت صاحبة الماركات !!!
ونختمها بمجموعة من الحولان من بني جلدتي معشر الرجال ممن أجدهم شعّارا بتويتر ومتدينين بالانستغرام، وبالفيسبوك هو الرجل الغيور على وطنه وعرضه، وأمام الشاشات الرجل المثالي صاحب القيم والمبادئ ،،،
وعندما أعود الى مجالسنا يذهب فكري وأنا أراهم أمام عيني وأقول أين ذهبوا أصحاب المقاهي للفجر والنوم بالنهار؟
وأين ذهبوا الذين زوجاتهم استلمن راية المسؤولية وعاشت دور الرجل وهو نائم ؟؟؟
وأين ذهبوا أصحاب قضايا الاعتداء على الزوجات !!!

هنا أدركت بأنني أعيش بمجتمع منفصم الشخصية ويتعامل بإنفصام حاد ،،،،

صالح الرحمي