محليات

لماذا أقدم شاب من البدون في ⁧‫الكويت‬⁩ على الانتحار؟ ‏⁧‬⁩

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت وعدد من الدول الخليجية بشكل كبير خبر انتحار شاب بدون، فما القصة؟ ومن هم البدون في الكويت؟

وبحسب مواقع التواصل ووسائل إعلام محلية، فقد أقدم الشاب عايد حمد مدعث من “البدون” في الكويت، على الانتحار شنقًا بحبل داخل غرفة بمدينة سعد العبدالله في محافظة الجهراء، ونقلت جثته إلى الإدارة العامة للأدلة الجنائية.

وقال المستخدمون “إن سبب الانتحار يعود لوضعه المادي الصعب وطرده من وظيفته لعدم حمله بطاقة أمنية”.

وبعد انتشار الخبر، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت وعدد من الدول الخليجية هاشتاغ #انتحار_شاب_بدون الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في عدد من تلك الدول حاصدا أكثر من 83 ألف تغريدة عبر من خلالها المستخدمون عن غضبهم من الحكومة الكويتية وطريقة التعامل مع البدون.

فقال أبو عسم: “الآن سيمنحه الجهاز المركزي إثبات شهادة وفاة بكل سرور ومن دون عراقيل، ولربما يلتقط رئيس الجهاز الصور وهو يصدرها مشكورًا على تكرمه وكرمه! تعازينا لأسرة الشاب وأصحابه”.

وقال مشاري الغامدي: “معاناة البدون ما أحد يتكلم عنها، يعني انتم متخيلين أن لا صحة ولا تعليم ولا هوية ولا مستقبل ولا وظيفة ولا زواج ولا تقدر تنجب ولا تقدر تسافر ولا أي شيء رسمي بحياتك، يعني حياتك مشلولة تماماً مثل الميت، انتحار الشاب في رقبة كل شخص عنده سلطة ولا حل لهم مشكلتهم”.

وتعتبر قضية “البدون” في الكويت من أبرز القضايا التي تتم إثارتها بشكل دائم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بشكل رسمي وشعبي، وسط مطالبات بوضع حل جذري لقضيتهم الشائكة.

وقال أحد مستخدمي تويتر إنه شقيق الشاب المنتحر، وأضاف: “تكفون تدعون له بالرحمة أول شي، وإنا لله وإنا إليه راجعون. على فكرة هذا أخوي عمره 20 سنة، قبل لا يفكر بالانتحار كان يقول لي ليش إحنا وضعنا جذي؟ وليش انته عمرك 30 ما تشتغل ومو متزوج؟ قلت له الله كريم وإحنا قاعدين نسعى وإحنا حال 250 ألف شخص والصبر زين”.

وأضاف: “أمس طلع يشتري شغله بسيطة من سكراب السالمي حق سيارته وخربت المكينة، واتصل على أخوي يبكي ويلوم احنا ليش جذي من السالمي وراح له أخوي وأعطاه تلفونه وانحاش منه عالخط وسفط له شخص قال أنا فضلي منك وفيك اذكر الله واركب، يقول احنا ليش انولدنا بدون وما عندي فلوس وعقب فقدناه من أمس العصر ووصل الخبر اليوم الصبح إنه منتحر شانق نفسه في سعد العبدلله”.

ودعا ناشطون عبر مواقع التواصل إلى التظاهر اليوم في ساحة الحرية بتيماء في الكويت تعبيرا عن رفضهم لما يتعرض له البدون في الكويت، وللمطالبة بما وصفوه بـ “الحقوق المسلوبة للكويتيين البدون”.

وفي المقابل لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل السلطات الكويتية حول الحادثة.

من هم البدون؟

البدون أو غير محددي الجنسية أو عديمي الجنسية، وأخيراً حسب تسمية الحكومة “مقيم بصورة غير قانونية” أو “أهل البادية”، فئة سكانية تعيش في الكويت لا تحمل الجنسية الكويتية ولا جنسية غيرها من الدول.

وكان معظم “البدون” يخدمون في سلكي الجيش والشرطة في الكويت قبل إقدام العراق على غزو الكويت سنة 1990.

وبلغت أعداد البدون ذروتها قبل الغزو العراقي للكويت عام 1990 إذ تشير تقديرات رسمية أن عددهم بلغ 350 ألف نسمة، إلا أن هذا العدد انخفض بعد تحرير الكويت عام 1991 ليصل إلى حوالي 100 ألف نسمة.

وتعتبر قضية البدون من القضايا المؤثرة بشكل كبير على سجل الكويت في حقوق الإنسان .

وينحدر البدون من ‏أصول ومذاهب متباينة ويعيشون في الكويت منذ ما يقارب ‏نصف قرن.

ويقولون إنهم كويتيون، ولكن السلطات لا ‏تعترف بهذا وترفض منحهم حق المواطنة، وتقول إن لها ما يبرر ذلك.

وكان أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد ‏الجابر الصباح قد أصدر مرسوما عام 1999 يقضي بمنح ‏الجنسية لـ2000 من البدون سنويا، لكن البرلمان رفض ‏المرسوم.‏