كتاب سبر

العفو واجب وطني

تتكرر على المواطن الكويتي المشاهد المؤلمة وتتلاطم أمواج القوى السياسية في بحر المصالح ويبقى المواطن حائراً لا حول له ولا قوة ، فمنذ قضية اغتيال الميموني وحتى قضية صندوق الجيش فضحت قضايا وكشفت ملفات جعلت ثقة الشعب بالدولة ومؤسساتها مهزوزة وأقرب للعدم ، وما إن تحرك الشعب وانتفض وصرخ في وجه أعداء هذا الوطن حتى تكالبت وارتدت عليه تلك المؤسسات بالتقييد والتجريد بكامل قوتها وعتادها حتى إن الأمر قد وصل إلى سحل الهوية الوطنية وسجن وملاحقة وتهجير ونفي .

إن هذه الأحداث اليوم شبيهة بسابقاتها ، فيوم من الأيام كشفت ملفات خطيرة لرئيس الوزراء حينها فما كان من الشعب الا انه انتفض وطالب برحيله وفعلاً بعد أحداث الاعتصام والحراك السلمي رحل غير مأسوف عليه ، ولكننا اكتشفنا ان هذه مجرد بداية وأن ثمن رحيله أغلى من ” وطن ” فأعتبر دخول المجلس ” اقتحام ” وتعطيل ممتلكات عامة وفي الأصل كان هو السبب ” المحرض ” لذلك .

اليوم كُشفت سرقة مليونية جديدة فهل يعتبر الشيخ ناصر صباح الأحمد قد أجج الشارع بذلك البلاغ ؟ وهل لو تظاهر واحتج الشعب وطالب بمطالب شبيهة بالتي سبقت هل سيكون مصيره السجن والنفي وسحب الجنسية !

في السابق وصف انتفاض الشارع بأوصاف بشعه كمحاولة الانقلاب أو تغيير نظام الحكم وماهي الا طرق خسيسة يسلكها الخبثاء كي يجدو مسكناً في الصدع المنشرخ ليتغذى ويمتص المال والولاء المزيف ، ولكن الحقيقة أن الشرفاء وأهل الأهداف النبيلة وقفوا في وجه سراق المال العام فماذا كان جزاؤهم !

مصلحة الكويت فوق كل شيء وهناك من ينخر جوانب الصدع ويأمل بإستمرار الخصام لأنه المستفيد الأول ويتغذى من شقاق دام سنين
ويعمل على الحيلولة دون محاولات التصالح السياسي سواء كان اعلامياً أو مجتمعياً وماهي الا مساعي تهدف للتقرب واللهث وراء المصالح الشخصية وكل هذا مكشوف .

أقل رسالة شكر سياسية هي العفو والمصالحة من الطرفين لأن القضية في أصلها قضية سياسية مما ترتب عليها أحكام سياسية ، ولنتأكد أن الأهداف نبيلة ولم ولن تكن غير ذلك ، وكلنا أمل بسلطان السياسة وأحد أركانها سمو الأمير حفظه الله ورعاه ، فالوطن حضن الجميع والتلاحم حصنه المنيع الذي يحاول المقرضين عدم تحقيقه كي لا تكشف أقنعتهم وتظهر نواياهم فبوجود التصالح والتقارب والتلاحم بين الشعب ستتعزز الوحدة الوطنية وستكون نقطة البداية الحقيقية لمحاربة كل أنواع الفساد .

بندر فهيد الهاجري