كتاب سبر

“بس مصخت”

الصفة المشتركة بين كل الحكومات المتعاقبة، خصوصا في السنوات الثلاث عشرة الماضية، هي الفشل في كل ملفات التنمية، بما فيها الحكومة المستقيلة والتي تصرف الآن العاجل من الأمور، وخير دليل على ذلك عدم القدرة على إدارة الأزمات، حتى لو كانت بحجم “أزمة بصل”.

وهنا يبرز بُعد خطير جداً، وهو الاستحواذ على القرار السياسي من قبل متنفذين يمثلون دولة عميقة تقف عائقا أمام أي تقدم أو ازدهار؛ لذلك تعلو أصوات النخب الكويتية، التي بُحت، منذ زمن بعيد وهي تطالب بحكومة قادرة على الإنجاز، وحمل الأمانة المثقلة بتركة من الفساد خلفت وراءها جيشاً من المتنفذين أصحاب المصالح الذين يقفون بما أُوتوا من قوة ضد أي نفس إصلاحي مستخدمين كل ما يملكون من أدوات وأذرع إعلامية لإقصاء وتشويه الوطنيين من الشعب الكويتي؛ لذلك نحتاج رئيس الوزراء جديد يتبني نهج جديد لدية قدرة لاختيار رجال دولة قادرين على الوقوف بوجه من يمثلون حكومة الظل واجتثاثهم لأنهم جذور للفساد عطلت تنمية الكويت وتقدمها وذلك منذ سنين.

كذلك نحتاج الي مجلس أمة جديد يملك قرارة يستطيع التعاطي مع أي موقف سياسي؛ لأننا في أشد الحاجة إلى تقوية جبهتنا الداخلية، في ظل الأمواج المتلاطمة في المحيط الخارجي من حولنا في كل الاتجاهات؛ وعدم الانجرار وراء أي تصادم، إلا إذا كانت هناك شبهة فساد لا يمكن تجاوزها، وعلى سمو الرئيس بعد اختياره لوزراء إنجاز، أن يحصن نفسه حصانة شعبية لا نيابية، وذلك من خلال تنفيذ جدول زمني واضح المعالم للمطالب الشعبية؛ فيكون بذلك قد فكك سموه بحكمة عقد أزمات قادمة تهدد مستقبل التعاون بين السلطتين .

ختاماً :

ليس فقط سوء اختيار القيادي هو سبب تردي الأوضاع في الكويت؛ فهناك أسباب جوهرية أخرى، منها ثقافة الفساد المنتشرة وأيضاً الدولة العميقة التي يحركها المتنفذون الذين يمثلون أقوى أدوات التأثير على القرار الحكومي، وفي ذات الوقت فإنهم يشكلون قوى ضاغطة في اتجاه تعطيل أي مشروع لا يخدم مصالحهم، ومن ضمن الأسباب أيضاً قلة الوعي السياسي لدى الأفراد، ولاسيما في اختيار ممثلي الأمة، فيتم التصويت غالباً على خلفيات عصبية تعلو فيها المصلحة الشخصية الضيقة على حساب المصلحة العامة.
ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي