كتاب سبر

“انتحار ناصر”

تحركت المياة الراكدة بإتجاه مكافحة الفساد بفضل بلاغ الشيخ ناصر صباح الأحمد ، حتى أصبح هذا الجو يسود المناخ السياسي ، تم ذلك منذ اللحظات الاولى ؛ ولاسيما تصريح قائد مسيرتنا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حيث تعهد سموه بإن ملف الفساد سوف يكون بمتابعتة شخصياً ؛ ولذلك اتت كلمات سموه النبيلة والراقية والتي وجهها بكل تلقائية وثقة الي سمو رئيس الوزراء المكلف حيث قال سموه موجهاً كلامه له “ثوبك نظيف ، حارب الفساد والمفسدين” كلمات تختصر المشهد الإصلاحي.

وفي نفس سياق هذا الجو ؛ لا نستطيع تجاوز اجتماع صاحب السمو أمير البلاد المفدى مع رؤساء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية حيث أكد سموه علي التعاون عملاً بما تتضمنه المادة 50 من الدستور ؛ والتي تحدثت علي فصل السلطات مع تعاونها وذلك سعياً لتحقيق مصلحة البلاد والعباد ، ولاسيما تعزيز النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد، والعمل على كل ما من شأنه القضاء على آفة الفساد ومحاسبة المتجاوزين.

وتأكيدا لهذا المناخ الإصلاحي ؛ اجتماع سمو رئيس الوزراء المكلف مع رئيس السلطة القضائية حيث اتفقا علي تفعيل قضايا المال العام .
والكل تابع المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء المكلف مع رؤساء تحرير الصحف الرسمية ؛ والذي أكد من خلاله على أن يده ممدودة تعاوناً لا تهاوناً ، وكذلك ذكر ، أن من لديه معلومات عن الفساد فعليه تقديمها الى نزاهة وله كل الضمانات ، مؤكدا أنه يعمل وفق توجيهات صاحب السمو الذي يتابع شخصياً هذا الملف لترسيخ دولة القانون والمؤسسات.(المصدر.جريدة الجريدة)

ويبدوا جلياً أن سمو الشيخ صباح الخالد استوعب ومنذ الوهلة الأولى توجيهات صاحب السمو فيما يتعلق في محاربة منظومة الفساد ، وما تأخر إعلان تشكيل حكومتة إلاَّ ضرورة لهذا المطلب الإصلاحي.

وغني عن البيان ؛ أن كل هذه التداعيات الإصلاحية يعود فضلها لرجل الإصلاح الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح ؛ الذي تحمل المسؤولية الوطنية بكل شجاعة وإقدام وقام بواجبه وهو يعلم تبعات هذا الواجب والتي سوف تردد عليه شخصياً مع كل هذا عزم الأمر ورمي الحجر بكل قوة لتتحرك المياه الراكدة في اتجاه الإصلاح.

ختاماً :

ما قام به الشيخ ناصر صباح الأحمد بمثابة انتحار سياسي وتضحية عظيمة في سبيل الكبيرة الكويت ؛ حيث ضحي الرجل بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء و وزير الدفاع ، من أجل شبهة فساد لم يستطيع تجاوزها بسبب نزاهتة، والحقيقة الثابتة أنه خسر منصبه ولكن في المقابل كسب كل القلوب . لله درك يا شيخ ناصر سوف يبقي فعلك محفوراً بذاكرة و ضمير كل كويتي حر .

ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي