كتاب سبر

‫أبو بكر الصديق وابن حنبل ..وفضلهما الكبير على الأمة‬

الصحابي الجليل وخليفة رسول الله ﷺ أبو بكر الصديق رضي الله عنه والإمام أحمد بن حنبل.. لهما فضل كبير على المسلمين إلى يومنا هذا ، ففي ثباتهما ثبت الإسلام بأركانه الخمس وثبتت عقيدة مهمة عند المسلمين كافة.‬

‫أبو بكر رضي الله عنه، وقف ثابتا صابرا حازما وهو يرى القبائل من حوله ترتد عن الإسلام وبعضها قبل بركن من الإسلام ورفض ركن اخر، وكانت القبائل المرتدة تحاصر المدينة المنورة عاصمة الإسلام والمسلمين ومع ذلك وقف وحيدا في ثبات أسطوري على موقفه عندما قال: (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه) حتى أن بعض الصحابة اقتنعوا بسلامة موقفه هذا بعد أن كانوا يناقشونه فيه !.. ثبات تاريخي لهذا لرجل الذي واجه قبائل ارتدت بعد وفاة الرسول ﷺ وانقطاع الوحي، وتحدى تلك القبائل علانية لقناعته التامة في سلامة موقفه والذي به حفظ أركان الإسلام والذي هو منهجنا الان.‬

‫وبعدها يأتي ثبات الإمام أحمد بن حنبل الذي وقف كالطود الشامخ أمام فساد العقيدة الذي أصيب بعض الخلفاء العباسيين الذين حشدوا المعتزلة ومن شابههم من مشايخ الضلال لتسويق معتقدهم الفاسد في بلدان الخلافة الإسلامية كلها، وإلزام المسلمين بهذا المعتقد الفاسد رغما عنهم، وهو ما عرف بـ “فتنة خلق القرآن”… ولكن أبى الإمام أحمد أن يعصف هذا المعتقد في عقول وقلوب أجيال المسلمين وهو حي، لذلك رفض الإمام أحمد أن يعطي لهذا المعتقد الفاسد تذكرة مرور إلى الأجيال القادمة، فكان السجن لسنوات والتعذيب والسياط التي لا تبرح ظهره طلبا لتلك التذكرة، حتى عجز الجلادون ومن خلفهم أصحاب هذا المعتقد الفاسد من اقتناص حرف تأييد واحد من الإمام أحمد حتى يضمنوا مروره لبقية المسلمين من خلال مباركته لهذا المعتقد.‬

‫كانا صماما أمان لدين ومعتقد الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا.‬