كتاب سبر

High Light
“العفو الشامل”

وصمة عار على جبين التاريخ السياسي ما قامت به اللجنة التشريعية فمن غير المنطقي المقارنة بين الخيانة العظمى و الأمانة وغير خفي على أحد الأبعاد الأمنية لقضية خلية العبدلي ؛ فاكتشاف مخزون أسلحة ومتفجرات يكفي لتقويض نظام الحكم أمر في غاية الخطورة زد على ذلك ان الطريقة المنظمة لجلب هذة الاسلحة من خلال خطة مدروسة عند طريق البحر والوصول إليها من خلال الإحداثيات يؤكد فكرة التخابر مع دولة أجنبية . فمن الظلم مقارنة هؤلاء بشباب وطني خرجوا من كل طوائف الكويت بكل وطنية معبرين عن رفضهم لموجة الفساد في ذلك الوقت ولا سيما قضية القبيضة.
لذلك من الحكمة السياسية ومن الحس الوطني طرح قضية العفو الشامل عن سجناء الرأي فقط ولا سيما قضية دخول المجلس والابتعاد عن خلط الأوراق ذات البعد الطائفي ، ولا سيما أننا نعيش أجواء إقليمية ملتهبة تنذر بالأخطار.
ولب العظة هنا هو تقوية الجبهة الداخلية، فهذا وحده- بعد لطف الله تعالى- هو القادر على مواجهة التحديات الوجودية بالمنطقة، فالوضع الجيوسياسي بالمنطقة يلقي علينا العبر والعظات فهل من مُعْتَبر؟
ختاماً:
الكل مسؤول، حكومةً ومجلساً وشعباً، عن نزع فتيل الأزمات وإتمام العفو الشامل، لفتح صفحة سياسية جديدة ملؤها الأمل والصفاء والمحبة والتعايش وتقبل الآخر، إلى غير ذلك من قيم وطنية، فالأمم لا تتقدم إلا بسواعد المخلصين من أبنائها، فما ظنكم بمستقبل أمة تقطع سواعدها لا قدر الله؟
وصدق مصطفى صادق الرافعي حين قال:
وما يرفع الأوطان إلا رجالها
وهل يترقى الناس إلا بِسُلَّمِ؟
ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي