تنمو في براري دولة الكويت وقت الربيع نباتات حولية متنوعة خصوصا عقب هطول الأمطار الموسمية حيث تتفتح أزهارها بألوان زاهية تبهج النفس وتسر عين الناظر ومن أكثرها شهرة (السليح) و(الحمبزان) و(أصابع العروس).

ويتميز الغطاء النباتي في البلاد بتنوع جميل إذ تجاوز عدد أنواع النباتات المسجلة ال 400 ما بين نبات حولي ومعمر وللكثير منها فوائد متعددة فبعضها صالح للأكل والاستهلاك الآدمي وبعضها يستخدم في صناعة الأدوية لعلاج كثير من الأمراض وهناك ما هو صالح لرعي الحيوانات.
وقال الناشط البيئي وعضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة عبدالمحسن السريع لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن دولة الكويت تشهد خصوصا في فصل الربيع تفتح النباتات الحولية المتنوعة التي تفوح من بعضها روائح عطرية زكية وتتبدل فيها الأرض من قاحلة مقفرة إلى واحة خضراء.
وأضاف السريع أن من النباتات الحولية المعروفة في البيئة الكويتية (السليح) وهو نبات عشبي يبلغ ارتفاعه 60 سنتيمترا وتتميز أزهاره بلونها الأرجواني ولها رائحة عطرية جميلة وينبت في بيئات متعددة سواء في الرمال الثابتة وبين الكثبان الرملية أو في السهول ويعتبر (السليح) نباتا رعويا للابل والغنم.
وأوضح أن هناك نوعا آخر من النباتات الحولية يسمى (الحمبزان) واسمه الفصيح (الحنباز) وهو عشبة موسمية واسعة الانتشار لها أوراق تشبه الجرجير وعادة ينبت زاحفا حيث تتفرع من الأصل عدة فروع تزحف مسافة تصل إلى 30 سنتيمترا.
وأضاف أن سيقان (الحمبزان) تكون بلون أخضر أو بني وفيها أزهار حمراء صغيرة متجمعة في عناقيد صغيرة بنهاية التفرعات ويوجد حول كأس الزهور أشواك صغيرة مشيرا إلى أن (الحمبزان) ينمو في (الريضان) وهي الأراضي الخضراء وفي السهول والأراضي الرملية والدكاك.
وتابع أنه من النباتات الشهيرة لأن لها جزرة بيضاء حلوة المذاق تؤكل وتتميز بطعمها اللذيذ ويتم تناوله مطبوخا أو مع السلطة أما أوراقه فليست صالحة للاكل وهي نبتة رعوية للماشية بعد أن تجف أوراقها.
وذكر أن نبات (أصابع العروس) من النباتات التي يتغذى النحل على زهرها لإنتاج عسل ذي نوعية جيدة مبينا أنه يسمى أيضا (أم الخواتم) وباللغة العربية (الحربت) أو (القفعاء) وهي عشبة حولية واسعة الانتشار تنبت منفرشة بالأرض ليس لها غصن وهي رعوية للماشية وتنمو في السهول والأراضي الرملية.
وأوضح السريع أن نبات (أصابع العروس) يتحمل الأجواء الحارة حيث يتراوح ارتفاعه بين 10 و30 سنتيمترا لافتا إلى أن (الخزامى) من أكثر النباتات الحولية شهرة في البيئة الكويتية وهو عشبي يبلغ طوله 45 سنتيمترا وله زهور لونها أرجواني قوية الرائحة وينبت بعد المطر سريعا.
وأشار السريع إلى أن منابت الخزامى هي السهول والأراضي الدمثة وهي الأراضي اللينة السهلة مبينا أن الخزامى تعتبر من مراعي الإبل وترعاها الغنم.
وقال إن هناك نوعا آخر من النباتات الحولية يسمى (الربلة) عبارة عن عشبة حولية رعوية واسعة الانتشار ومن أشهر الأعشاب الحولية للرعي واسمها الفصيح (ينمة) وتنمو منفرشة وليس لها أزهار وفيها حب كثير يسمن عليه الإبل مضيفا أن (الربلة) تنبت في السهول الرملية وفي أراضي الدكاك اي مااستوى من الأرض والرمل.
وذكر أن المحميات الطبيعية المنتشرة في الكويت حاليا ساهمت كثيرا في المحافظة على الغطاء النباتي من الانقراض خصوصا (محمية الشيخ صباح الأحمد) “حيث لاحظنا ازدهار كثير من النباتات البرية المعمرة والحولية”.
وأضاف أن الرعي الجائر والتخييم العشوائي والزحف العمراني أثرت سلبا على البيئة البرية إذ تسبب هذا النشاط البشري بسرعة تدهور الغطاء النباتي وازدياد رقعة التصحر.
وبين ان ذلك انعكس سلبا على تماسك تربة قشرة سطح الأرض التي أصبحت مكشوفة للرياح الشمالية الموسمية النشيطة حيث لوحظت كثرة زحف الرمال الناعمة على الطرق الخارجية السريعة.