آراؤهم

قساوة الدنيا كافية

تحذير: هذا المقال غير صالح للمتكبرين على الضعفاء.

إن المباديء وطن الفرد فإن تخلى عنها فقد أهدر وطنه، فيقول الشاعر أحمد شوقي “قف دون رأيك بالحياة مجاهداً ان الحياة عقيدةٌ و جِهادُ”.

تمر على الانسان اختبارات كثيرة في هذه الرحلة الحياتية الا ان أهمها هو اختبار الثبات على المبدأ الذي اتخذه لحياته، فقد اختبرت ذلك حينما وُضِعت في حالة الاختيار بين مبادئي و عواطفي في فترة كنت فيها متأثراً بعواطفي ومشاعري، و قد سقطت سقوطاً مدوياً فيه اختبار” الثبات” والصادق مع نفسه هو ذاك الذي يثبت على تلك القيم التي اتخذها ثباتاً لا تراجع فيه، فلم اكن ثابتاً ولا صادقاً مع نفسي.

وقد انضميت الى مجموعة “الساقطين” في تلك الاختبارات، ولأنني مؤمن جدا بما أوصاني به أبي “كن صادقاً مع نفسك” ، فأقول انني اعتذر لنفسي و لمبادئي أولاً قبل أي أحد آخر فعذراً أيها المباديء على خيانتي لكِ، فالاعتذار روح قويةٌ مفعمة بالحب.

وبعد نصيحة مُحِبٍ غاضِب تيقنت بأنه لابد من جلد الذات حيث أن كل خطأ بحق النفس يستأهل العقاب، فانعزلت ليومين متتاليين تضمنت البكاء و التفكير وعدم الأكل و تعمدت أيضاً الصيام عن الكلام فلم أتحدث كنوع من أنواع ترويض النفس و هذا أمر مهم إلا أن الوقوف من جديد أهم ، فبعد كل سقوطٍ نهضة، و بعد كل عتمة نور، فسأنهض سائرا للنور فكوني سقطت سقطة واحدة هذا لا يعني أنني لن أتعلم بالضرورة.

الخلاصة من “مجَرب” تلك تجربة قاسية جداً مع الضمير يشوبها الكثير من تشويه الصورة في ما بنيته وأسست له للناس، فنصيحتي لمن سيواجهها مستقبلاً كن صادقاً مع نفسك، متوازناً بمشاعرك، إنهض و ان كان ذلك صعباً، ولا تتخلى عن مبادئك فإن قيمتك فيها وأنصحكم أعطِ نفسك الفرصة لاسترجاع ذاتك فالحياة لم تنته بعد.

رسالة: الى غير الساقطين “نحن بحاجة الى من يدفعنا للنهوض بعد سقوطنا فلا تكونوا قُساة فإن قساوة الدنيا كافية”

م.و – م.ع – ر.ق – ط.ص – ف.ح – ع.ا

بكيبورد/ حمد الخضري