آراؤهم

حب في زمن الكورونا!

يقول غابرييل ماركيز الروائي الحاصل على نوبل للآداب في عام ١٩٨٢ ” إن الحب يكون أعظم وأنبل ما يكون في أوقات الشدائد ”

يقولون في وقت الأزمات يظهر الأبطال وتظهر التضحيات ويظهر حب الوطن بالأفعال ، ويقولون أن الحب لا يغيره فايروس أو وباء أو زمن .

كذلك الفتى الذي أحب فتاة لم تكن من نصيبه في بدايات العمر إلى أن وصلت السبعين وركبت معه المركب في الرحلة النهرية وأخترع حجة وجود وباء في المركب ليكون حجر صحي له ولمن يحبها ولايتوقف هذا المركب.

كما حصل في رواية غابرييل غارسيا ماركيز “حب في زمن الكوليرا ” الحب لا يجب أن يتوقف فما بالك حب الوطن ، حب الوطن لايجب أن يتوقف بمجرد انتهاء أزمة الكورونا ، مانراه من جهود وأفعال لمحاربة هذا الوباء من أبناء الوطن لايجب أن تتوقف مهما مرت علينا ازمات وأنتهت .

الحكومة في مثل هذه الأزمات ستكتشف فعلا مقدار فسادها وأمراضها وأنعدام رؤيتها وأستعدادتها لأي أزمة مفاجئة أو أزمة مستقبلية ، لماذا المواطن يستشعر الخوف في كل حين في الرخاء والشدة ، هل الحكومة لاتشعر بذلك ؟

الحكومة للأسف في كل أزمة تختلط عندها الأولويات مابين مواطن بسيط وتاجر! فتراها في بعض الأحيان تعالج الازمات وتكافحها ونصفق لها وأحيان تعالج جيب التاجر فنضربها باللسان ! أولويات أي حكومة في وقت الازمات يجب أن تكون المواطن ثم المواطن ثم المواطن !

المواطن في هذه المعادلة هو الطبيب الشريف الذي لا يتاجر في وقت الازمات وهو رجل الأمن الذي ينظم ويكافح ويساعد الكوادر الطبية والوطنية وهو المسؤول الحكومي الذي يعمل لراحة الوطن وهو التاجر الشريف الذي يقف مع وطنه حين يحتاجه ، لهذا نكرر المواطن ثم المواطن ثم المواطن.

في كل دولة في العالم هناك شرذمة تعمل من أجل مصالحها الخاصة ضاربين بالعرض وطنهم ومصالحه ، هؤلاء لن نقف عندهم كثيرا لأنهم في مزبلة التاريخ وسيقوم الشرفاء بضربهم بالحذاء وإسقاطهم للدرك القذر في المجتمع ، لن نقول لهم إلا جملة واحدة ( خسئتم و خابت نواياكم و خاب مسعاكم )

ستنتهي هذه الأزمة بإذن الله وبسواعد أبناء هذا الوطن الذي يشهد على عطاءه وأحسانه القاصي والداني ، والخطأ الأكبر أن نتوقف عن العطاء والعمل والكفاح من أجل هذا الوطن بعد انتهاء أي ازمة ، يجب أن نحاسب من أخطأ ونعاقب من عرض أرواح المواطنين للخطر لأغراض سياسية وأنتخابية ونجازي من أعطى ونكافئ من بذل وعمل .

هذه الأزمة يجب أن تجعلنا نعيد قراءة هذا الوطن ، هل نملك فعلا خطط مستقبلية أم هي فقط حبر على ورق ؟ هل نحتاج الى توعية تثقفنا عن الازمات ومكافحتها كمجتمع ؟ هل نحتاج لمؤسسة تواجه الكوارث والأوبئة؟ هل تعلمنا من أخطاءنا التي تكشفها الازمات ؟ هل وهل وهل … ، أنا وأنت وهي بمختلف ثقافاتنا ووظائفنا ومناصبنا ومستوياتنا يجب أن نجيب على هذه الأسئلة وإن لم نستطع فحقا نحن مازلنا في أزمة!

في النهاية كان للروائي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز الذي ذكرت أسمه في البداية مقوله وهي ” الجميع يُريد العيش على قمة الجبل، غير مُدركين أنَّ سرّ السعادة يكمن في تسلقه ” وقمة الجبل هنا هي الكويت والتسلق هنا العمل من أجل الكويت.

يوسف وليد الفهد