آراؤهم

من التاريخ الحجر أول العلاج

يمر العالم بأزمة كبيرة وهي أزمة إنتشار فايروس كورونا (كوفيد١٩) وهذا أمر لاشك مقدر للبشر وهو حادث بمشيئة الله؛ لكن إرادة البشر ساهمت في تفشيه وانتشاره، وهذا ما تتحمله الحكومات أولاً ثم ثقافة الشعوب التي تمثل الحصن الأخير أمام الأوبئة الكبيرة والخطيرة.

في الحقيقة مسألة الحجر المنزلي التي تعني إلتزام الفرد والجماعات بعدم التجول والخروج إلا للضرورة القصوى هو العلاج المؤكد لعدم الإنتشار والإصابة، أما علاج المصابين فهو أمر آخر تختص به الجهات المعنية بذلك، والناظر للتاريخ يجد أن في سنة ١٨ للهجرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدث أمر مشابه وهو طاعون عمواس، والذي أصيبت فيها الشام تحديداً في مدينة عمواس بين الرملة وبيت المقدس، وكان أهم قرارات الخليفة إن لم يكن أولها هو الحجر والإجلاء بمعنى عدم دخول هذه المدينة وعدم إخراج المصابين منها، وإجلاء الأصحاء السالمين من الطاعون من هذه المدينة، وهذا الإجراء هو أول خطوات محاصرة الطاعون للقضاء عليه، وكان فعل الخليفة عمر بن الخطاب هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه”.

حكومات أغلب الدول المتضررة بما فيها بلدنا الكويت تدعوكم لأخذ الحيطة والحذر من خلال الحجر المنزلي الذي هو لصالحكم أولاً، وهذا الأمر إن صح التعبير هو واجب على الجميع وإلا أصبح الأمر تعريض أنفسكم للخطر وذلك باحتمال الإصابة به، وتعريض الاخرين عن طريق السعي غير المقصود لانتشاره.

إن قرار المشاركة في الحد من انتشار الوباء ليس اقتراحاً من الحكومات بل هو واجب يتحمله كل منا، وهذا كل ما نستطيع فعله كمواطنين للمحافظة على أنفسنا وأبنائنا ووطننا، لا تحتقروا الوباء ولا تضخموه ولنكن قدر المسؤولية، وابتعدوا عن الإشاعات المربكة.

ما بعد النقطة :
السخرية في الاوقات الصعبة يعكس مدى وعي الفرد وجديته عند النوازل، حري بنا أن نتحمل مسؤولية الحد من انتشار الوباء، فتلك مسؤولية إنسانية بمعنى الكلمة

فهد بن رشاش
@bin_rshash