آراؤهم

عطل ياسعود

يعاني وزير التربية وفق استنتاجي الشخصي ، من غياب عامل القرار الفني، فهو يفتقر للمختصين في مجال التربية والتعليم، وقد يكون الوزير محاطاً بعدد من الأشخاص الذين يمنعون أهل الإختصاص من الوصول إليه ، ولهذا نجد حالة من الإرتباك قد يعاني منها الوزير ، في جانب إدارة ملف تداعيات فايروس كورونا على النظام التعليمي.

من وجهة نظري أرى أن الوزير يريد أن يسابق الزمن ، ويعتقد أن عملية التعليم عن بعد هي في غاية السهولة، وأن رقمنة المناهج أمر بسيط للغاية، وهذا بسبب عدم وجود مختصين في مكتبه الفني، وعليه نود توضيح بعض الأمور له، فالتعليم الإلكتروني: هو منصة رقمية ، ومواد مرئية، ومصادر معلومات الكتروتية ، تتطلب استخدام الفيديوهات، والرسومات ، والسيناريوهات، وطرق التدريس التي تحقق الهدف من عملية التعليم عن بعد، من خلال مراعات الإحتياجات الخاصة للطلبة، والفروق الفردية فيما بينهم، والتوجهات الحديثة للتعليم الالكتروني .

هناك تجارب عالمية لعل من أولها تجربة الجامعة الامريكية بالقاهرة، حيث قامت في تعطيل الدراسة، واستكمال العام الدراسي من خلال عملية التعليم الالكتروني،وبهذا الشكل تنظم الجامعة لعشرات الجامعات الامريكية التي تتبع هذا الإسلوب، والأمر ينسحب على الجامعات البريطانية كذلك، حيث اتخذت نفس الإسلوب، ومنها جامعة كنقستون ، وجامعة كنجز، وغيرها من جامعات ، كان من المفترض على الوزير أن يبادر بالطلب من الملحقيات الثقافية تقديم تقاريرها عن الاوضاع الدراسية للجامعات والمدارس بالبلدان التي يعملون بها، حتى يقوم في فهم ابعاد المشكلة والتحديات والحلول التي تقدمها تلك الدول،والتعرف على تجاربها.

كان من المفترض على الوزير أن يشكل مكتب فني استشاري في مكتبه، مكون من باحثين ، ومختصين في مجال التربية والتعليم، حتى يقدمون الدعم الفني له ،كذلك كان من المفترض على الوزير أن يعقد اجتماع مع كل الأقسام العلمية بالكليات التربوية، من أجل بناء خطة وطنية لإدارة الازمة التعليمية، وبناء التصورات، والمعايير المتعلقة في إدارة هذه الأزمة ، المشكلة هنا أن الوزير ممكن بأنه قد قام بإستخدام منهجية الحلول الترقيعية، وهو نهج قد يفاقم من المشكلة،ويزيدها تعقيد ،وعليه أنصح ومن وجهة نظري، أن يقوم الوزير في تعطيل العام الدراسي واستئنافه بعد إنتهاء الأزمة ، وذلك لان الوزارة تفتقر للإمكانيات البشرية والتقنية القادرة على إدارة ملف التعليم عن بعد، يقول ماندل كرايتون” الهدف الحقيقيّ من التّعليم هو أن تخلق إنسانا في حالة مستمرّة من التَّساؤل “.

فواز الحسيني